حوارات

دهماز: الجائحة عمقت مأساة السياحة بأكادير.. وأملنا في السياحة القروية

رشيد دهماز

في حوار خص به صحيفة “مدار21″، أقر رئيس المجلس الجهوي للسياحة رشيد دهماز، بأن أزمة القطاع ليست وليدة عهد كورونا، مشيرا إلى أنها نتيجة لتراكمات عدة على رأسها الترويج وتثمين المؤهلات السياحية في منطقة أكادير الكبير، وتطويره لمواكبة التغييرات التي يشهدها القطاع.

ويعول المجلس الجهوي للسياحة على السياحة القروية التي تزخر بها المنطقة، على مستوى أقاليمها المتعددة والمختلفة التضاريس، من أجل ضخ الروح في القطاع، وإعادة أكادير جوهرة الجنوب إلى سابق عهدها، عاصمة للسياحة في المملكة

 

 

ما هو تقييمك للوضعية الراهنة للقطاع السياحي على مستوى جهة سوس ماسة؟

القطاع السياحي كما تعلمون عاش أزمة عميقة منذ تسلل هذا الوباء بر المغرب في شهر مارس 2020، واليوم نحن نتحمل تداعيات هذه الجائحة منذ ما يناهز 15 شهرا، القطاع السياحي يعرف أزمة عميقة رغم بعض التحركات التي عرفها القطاع في صيف 2020، ولكن رغم ذلك القطاع يعرف ركودا تاما.

في المقاولات السياحية والفندقية في جميع أنحاء المغرب وعلى غرار الشركات الدولية تعيش أزمة مالية خانقة وأزمة تسويقية في نفس الوقت وانعدام الرؤية المستقبلية هي المسيطرة حاليا على الشركات السياحية والفندقية لأن الجائحة جعلنتنا منعدمي الرؤية، الحقيقة أعدمت وضوح الرؤية واليوم نكاد لا نعلم ما هي رؤيتنا للغد وكيف سنتعامل مع الوضع هذا الغد.

لكن مدينة أكادير أو لنقل جهة سوس ماسة ككل، تعاني حالة من الركود والإنهيار السياحي منذ فترة سبقت الجائحة، ثم أتت كورونا وعمقت جراح القطاع، كيف تعامل المجلس الجهوي للسياحة مع هذا الواقع وهل توجد إجراءات محددة تراهنون عليها لضخ الروح في القطاع؟

ما قلته حقيقي فعلا، حتى أنه ومنذ تحملي مسؤولية المجلس الجهوي للسياحة وقفت على أزمة السياحة في المنطقة وإن كنت أعتبرها “نسبية” نوعا ما، لكنها فعلا أزمة على عدة أصعدة سواء مراكز الإيواء أو الترويج، الطيران، أو ضعف الطاقة الايوائية، يعني بالمجل أن المنتوج ككل في أكادير يعاني، ومنذ ذلك الوقت كانت اجتماعات كثيرة بين المهنيون  والسلطات المحلية والجهة والفاعلين الاقتصاديين والسياحيين والمجلس البلدي وغيرهم ووقفنا على مواضع الخلل في انطلاق السياحة أو اعادة روحها في منطقة أكادير سوس ماسة وعلى إثر ذلك اتخدنا هذا مجموعة من القرارات التي بدأت انطلاقتها منذ فترة، أولا من أجل اعادة النظرة في المنتوج السياحي في المنطقة ككل، فكما تعلمون منذ سنة واكادير في حالة ورش كبير.

وأنا مؤمن بأن أكادير ستتغير بصفة كاملة، ستتجدد وتظهر نفسها من جديد، سواء من ناحية الطرقات، أو الحدائق، الانارة، الانشطة الثقافية والسياحية أو التكوين، وإيماني هذا مستند على مجموعة من المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ واليوم كما نشهد أكادير تتغير بصفة جذرية وهذا الصيف زوار اكادير سيلاحظون هذا التغيير وفي الشتاء المقبل تنتهي الاشغال بصفة نهائية، والصيف المقبل سيعاد لأكادير بهائها وتعود لسابق عهدها رائعة كما الزمن الجميل.

طيب، هل قام المجلس باعتماد مبادرات لدعم القطاع عن طريق دعم المقاولات السياحية والأخذ بيدها لمطالبة الجهات المسؤولة مثلا بتوفير تسهيلات استثنائية تهم الضرائب و أقساط الأبناك؟

المجلس ليست مهمته جبائية أو مالية وانما ينحصر مجهودنا في الترويج للمنتوج السياحي، اقامة العلاقات مع الشركات السياحية العالمية وفي نفس الوقت يحاول لم شمل مهنيين السياحية والاستماع لمشاكلهم ومقترحاتهم وهو المتكلم باسم المهنيين سواء مع الادارات العمومية أو الوزارة الوصية أو المكتب الوطني للسياحة أو المستوى المحلي المجلس الجماعي الولاية، ونحن نوصل للمسؤولين المشاكل والاكراهات للمهنيين في السياحة وليس دوره الضريبة أو المال نحاول أن نشرح للمسؤولين هذه الاكراهات لأصحاب القرار ونطالب بما ذكرته..

لكن المهنيين الذين تواصلنا معها يشتكون إقصائهم من طرف المجلس الجهوي للسياحة باعتباره لا يدافع عن مصالحهم ولا يستمع لمشاكلهم كما أنه لا توجد مقاربة تشاركية بهذا الخصوص، وهنا نخص بالذكر أصحاب المآوي السياحية كنموذج فقط

هذا ليس دورنا للأسف لديهم فهم مغلوط للدورالمنوط للمجلس الجهوي للسياحة يتوقعون منا أكثر من حيز اشتغالنا، اليوم توجد خطة للجنة اليقظة الاقتصادية على المستوى الوطني، لأن جائحة كورونا لم تضرب منطقة سوس ماسة فقط المملكة ككل، والاجراءات المالية والجبائية والقروض ومواكبة إعادة الروح في الشركات السياحة لا تكون محلية، فالمجلس الجهوي للسياحة لا دخل له بتاتا في هذا الامر ليست مهمته، لجنة اليقظة الاقتصادية أقرت الدعم على مستوى القروض البنكية “أوكسيجين” أو الدعم المباشر لكل المنضويين تحت نظام صندوق الضمان الاجتماعي أو الراميد وتدخلت واستمعت لجميع الشركاء، لكن ومع ذلك صحيح يوجد بعض القطاعات التي تم نسيانها ولم تدرج ويوجد بعض التقييم الذي لم يكن مضبوطا، وهذا يهم بعض الأقلية التي يفترض أن ترجع للوزارة والمسؤولين على مستوى لجنة اليقظة الاقتصادية لتطالب بدعم مباشر من عندها، أما مجلسنا فمهمته بعيدة عن هذا.

نلاحظ أن قطاع الفنادق تضرر بشكل كبير في المدينة، والامر طال حتى الفنادق حديثة العهد نستحضر هنا تلك المصنفة والمتواجدة على طول “كورنيش” الشاطئ، ولم يتبق منها سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد اليد الواحدة، هل يوجد سبب آخر عدا الجائحة؟

صحيح، كانت بعض الفنادق مغلقة نظرا لمشاكل اقتصادية وترويجية محضة لكن في نفس الوقت أغلبها أغلقت بسبب الجائحة، لأنه حظر التجول اقفال الشواطئ ومنع التنقل بين المدن، ومطلب الرخصة الاستثنائية، حد من تحرك المواطنين والسياح، وهذا أنهك الفنادق التي تحمل على عاتقها ثقل مصاريف متعددة وكبيرة وبالتالي أغلقت، وبقيت بعض الفنادق قليلة التي كانت تشتغل بوتيرة ضعيفة وقليلة لتبقى صامدة.

اليوم ماهي خطة التعافي التي يقترحها المجلس لإنعاش هذا القطاع واستعادة اليد العاملة التي فقدت مورد رزقها بسبب الجائحة؟ ماهي خطة المجلس لدعم المهنيين؟

المجلس كجميع المهنيين كنا ننتظر فقط الضوء الاخضر لفتح الحدود والسماء أي الطيران، والحمد الله اليوم قرار الحكومة بإعادة فتح الأجواء تنفسنا على إثره الصعداء بالرغم من ضبابية بعض النقط فيه لكن الاهم أنها خطوة مهمة من شأنها  أن تنفخ الروح في القطاع والفنادق في أكادير بالخصوص اليوم تستعد لفتح أبوابها وهذا يتطلب أموال وميزانية كثيرة خاصة بعد إغلاق دام لأزيد من 15 شهرا نظرا لتضرر هذه المنشآت واعادة الروح فيها وتنظيفها وصيانتها، وإصلاح المعدات التي تضررت وتسوية الامور التقنية والمسابح وتشذيب الحدائق، لأن الفندق ليس الواجهة التي نراها لكن الفندق هو “الباك أوفيس” الذي يتطلب مصاريف كثيرة والمهنيين لطالما عبروا عن وطنيتهم منذ بداية الجائحة، واليوم رغم ضعف الامكانيات وقلة الموارد يستعدون لفتح أبوابهم والتحضير للاقلاع السياحي.

على ذكر فتح الحدود، هل المجلس الجهوي اليوم يراهن على السياحة الداخلية بقدر رهانه على فتح الحدود، ليعود إلى الصدارة وتعود أكادير إلى الريادة السياحية؟

نعم يوجد ثلاث أنواع الزبناء للسياحة في أكادير سواء على المستوى المحلي أو الوطني، توجد السياحة الداخلية التي تعد حجر الاساس لتطور السياحة، ذلك أن ما يقارب 40 مليون مغربي عدد  مهم منهم في تكوينهم وثقافتهم السياحية وإمكانياتهم المادية اصبحوا على وعي تام بأهمية اكتشاف بلدهم، والأماكن والمؤهلات السياحية التي تتوفر عليها المملكة وتغري بالاكتشاف، وبدأ الحس الوطني لدى الناس، اذن السياحة الوطنية ليست للنجاة هي أساس تطور اقتصاد السياحة في المغرب، اليوم السائح المغربي لا نحتاجه فقط كطوق نجاة من تداعيات الجائحة بل هو ركيزة دائمة ونحن دائما في حاجته فهو يمثل 30 بالمائة من عدد مبيت اليومي في الاقتصاد، وبالتالي جائحة كورونا هي فقط بينت هذه الحاجة الماسة والمستمرة للسائح المغربي، فهو السوق الاول في بلدنا

ومع فتح الحدود والرحلات نجد أيضا الجالية المغربية المقيمة في الخارج التي تصل إلى 7 مليون مغربي، وهذه الجالية متشبثة جدا بتقاليدها وعاداتها وبلدها وتضاريس ومؤهلات سياحية لبلدها ولذلك منذ عامين لم يروا عائلاتهم واشتاقوا لكل هذه التفاصيل ووجب أن نسهل لهم جميع المساطر سواء الادارية أو الاثمنة أو الطيران ونحاول مساعدتهم ، يجب نوفر لهم كل سبل الراحة أكثر لأنه طالت مدة غيابهم عن بلدهم ليجدوا بلدهم وردة جميلة تحضنهم وتحل مشاكلهم المتراكمة منذ 16 شهرا.

السياحة الدولية مع افتتاح الرحلات، ستكون بداية انتعاش السياحة في المغرب نظرا لأن برامج السياحة الدولية تبتدئ من 1 ماي إذن اليوم نحن في نصف الطريق، وتوجد بعض شركات السياحية التي ستعيد النظر في برامجها وأخرى ستبدأ بسرعة نظرا لتوفرها على طائرات تخصها، لكن السياحة الدولية ستعود حتما ولكن تدريجيا.

جهة سوس ماسة عموما تزخر بمؤهلات استثنائية على مستوى السياحة القروية، هل توجد مبادرات للمجلس بخصوص تأهيل وتنمية هذا النوع من السياحة على المستوى الجهوي؟

كما تعرفون منطقة أكادير سوس ماسة تتكون من خمسة أقاليم (أكادير إداوتنان، إقليم تارودانت، إقليم طاطا، واقليم تيزنيت، وإقليم شتوكة أيت باها، وإقليم إنزكان أيت ملول) وهذه المناطق كلها غنية وكل واحدة تتميز بمؤهلات تختلف عن الأخرى، لهذا نحن في المجلس الجهوي للسياحة كان لدينا اجتماعات بانتظام مع المجالس الاقليمية للسياحة وخلصنا مع جميع المهنيين والعمال من مختلف القطاعات لإنزال استراتيجية ترمي إلى تثمين هذا المنتج السياحي في تلك المناطق، من خلال الترويج لها سواء من خلال المرشدين السياحيين أو الصور ونحاول تكوين منتوج متكامل من ناحية المنتوج الثقافي مع تارودانت وتيزنيت، “الشوبينغ سانتر” مع انزكان وتيزنيت كذلك التعريف بالمآثر التاريخية المشيدة في هاته المناطق..نحاول أن نضفي هوية على هذه المؤهلات التي تكتسيها السياحة الداخلية ونعرف بمنتوجات المناطق، ونحن في طريق ضبط هذا المنتوج بالرغم من كون كورونا عرقلت هذا الأمر ومنعت اجتماعاتنا التي تحولت إلى عن بعد، لكن فس القريب سنبدأ تنزيل الاستراتيجية التي وضعنا خارطة طريقها سلفا.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News