الخطاب يخيب آمال إسبانيا في التفاتة ملكية تعيد الدفء للعلاقات

يبدو أن الخطاب الملكي الأخير لعاهل البلاد الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش، قد خيب توقعات الجارة الشمالية إسبانيا، التي كانت تأمل في التفاتة لواقع العلاقات المتأزمة دبلوماسيا منذ أشهر، نظرا لما تكتسيه الخطابات الملكية، من أهمية بالغة في رسم السياسات العمومية، وتوجيه رسائل ومواقف الدولة المغربية في جميع الاتجاهات الداخلية والخارجية.
ولم تخف وسائل الإعلام الإسبانية من بينها وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” و”إلكوفيدونسيال” و”إلبايس”، خيبة أملها جراء تجاهل الملك محمد السادس لأزمة بلده الدبلوماسية مع إسبانيا في خطاب العرش الذي بث يوم السبت الماضي، مقابل استئثار الجارة الشرقية الجزائر بالحيز الأكبر من فحوى الخطاب، الذي وصف بـ “خطاب العقل والمنطق”، بعد تجديده دعوته السلطات الجزائرية الى طي صفحة الخلاف ومد جسر التواصل لإعادة الدفء الى العلاقات الثنائية بين البلدين “التوأمين” كما يصفهما.
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية أن “الملك محمد السادس كرس خطاب العرش هذا العام لبناء الجسور مع الجارة الجزائر، ولم يذكر ولو لمرة واحدة إسبانيا، البلد المجاور الآخر الذي يمر معه المغرب بأزمة عميقة منذ أبريل الماضي”.
وأضافت الوكالة الاسبانية “كان هناك انتظار لمعرفة ما إذا كان الملك سيتحدث عن إسبانيا بأي شكل من الأشكال، خاصة بعد إشارات التهدئة المتكررة من مدريد – ولا سيما رحيل الوزيرة أرانشا غونزاليس لايا، لكن الملك لم يعط أي إشارة غير مباشرة إلى الجارة في الشمال”.
وخصصت صحيفة “الباييس”، هي الأخرى تقريرا حول الخطاب الملكي عنونته بـ “ملك المغرب يمد يده إلى الجزائر ويتجنب الأزمة مع إسبانيا في خطابه السنوي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “محمد السادس لم يذكر العلاقات مع إسبانيا، التي تمر بأزمة مع المغرب منذ إدخال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى مستشفى في لوغرونيو في أبريل الماضي دون إبلاغ مدريد السلطات المغربية”.
أما صحيفة “إلموندو” الذائعة الصيت، فتطرقت لمضامين الخطاب الملكي، مبرزة أن الملك محمد السادس ركز في خطابه على الجارة الشرقية الجزائر، داعيا الرئيس تبون لتجاوز الخلافات الثنائية وفتح الحدود بين البلدين، باعتبار أن ذلك حق طبيعي للشعبين، وأكد على ضرورة بناء علاقات أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.
ونبهت “إلموندو”، إلى أن الملك محمد السادس أشار في خطابه إلى التوترات الديبلوماسية معربا عن أسفه “للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية”.
وفي ذات السياق، قالت الصحيفة إن الملك محمد السادس، تجنب في خطابه بمناسبة الذكرى 22 لتوليه عرش أسلافه، الإشارة إلى الأزمة مع إسبانيا “لا من قريب ولا من بعيد” على حد تعبيرها.
واستحضرت “إلموندو”، المساعي التي بادرت إليها إسبانيا حكومة وقيادة، لاسترجاع ثقة المغرب وإعادة الدفء للعلاقات المغربية الاسبانية، من بينها إرسال ملك إسبانيا فيليبي السادس رسالة تهنئة للملك المغربي محمد السادس، بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، والتي لم تخلو من مشاعر الصداقة العميقة مع متمنياته بالازدهار للشعب المغربي “الصديق” حسب وصف الملك فيليبي السادس.