الأطباء المقيمون يحذرون من تكرار واقعة انتحار طبيب البيضاء بسبب “المعاملة الجائرة”

أكدت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، إنها” تابعت بقلق شديد التطورات التي واكبت حادثة إصابة طبيبة مقيمة بمستشفى الولادة التابع للمركز الاستشفائي الجامعي”، مسجلة في المقابل أن هذه الحادثة، كشفت “عن حجم الأزمة التي يعيشها الأطباء المقيمين في هذه المصلحة”.
ونفى فرع لجنة الاطباء الداخليين أن يكون الأمر متعلقا بمحاولة انتحار، وأكدت أنها حالة انهيار نفسي متولد عن الضغط الشديد و”الاحتراق الوظيفي” التي عاشته الطبيبة طيلة مدة التكوين، وتحت وطأة هذه الظروف قامت بكسر زجاج الباب، مما أدى إلى إصابتها بـأكثر من 5 جروح متباينة الخطورة في الذراع واليد والمرفق.
وأضافت اللجنة في بيان توصل “مدار21″، بنسخة منه، أن هذا الحادث استدعى نقل الطبيبة إلى مستعجلات مستشفى ابن سينا لتلقي العلاجات الأولية تحت التخدير، معتبرة أن “الأدهى والأمرّ من ذلك هي الحالة النفسية التي وصلت إليها المعنية بالأمر، حيث نقلت لتلقي العلاجات في مستشفى الرازي للأمراض النفسية بسلا”.
وأماط الاطباء الداخليون بالرباط ، اللثام عن ظروف العمل، وما وصفوها بـ”ـوتيرة المناوبات للاإنسانية”، والضغط الحاد التي تشهده مصلحة “أمراض النساء والتوليد والحمل والحمل المحفوف بالمخاطر الطابق الثاني والرابع”، لاسيما في ظل النقص الكبير والحاد في الموارد البشرية، مسجلين أنها “هذه العوامل اجتمعت كلها لتؤكد على ظروف التكوين والعمل الصعبة واللاانسانية داخل هذه المصلحة.”
وأشارت لجنة الطباء المقيمين، إلى توصلها عبر مكتبها بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط ، منذ بضعة أيام بشكايات متعددة من النقص الفادح في الموارد البشرية، ومن طريقة التدبير، بالإضافة إلى اتهامات بالتهميش، والمعاملة الجائرة، والمحسوبية، والإعراض عن سماع معاناة الأطباء وشكاويهم المتعددة من طرف الأستاذ رئيس المصلحة، ويسود في صفوفهم شعور عميق بالغبن والأسى يذكر بالظروف التي عاشها الطبيب المقيم ياسين الذي قضى منتحرا بمستشفى الدار البيضاء، وينذر بإمكانية تكرار هذه الحادثة الأليمة.
وأنهى طبيب شاب يدعى “ياسين رشيد” حياته مطلع الشهر المنصرم، حيث وجد ميتا بغرفته بأحد المستشفيات في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن كان الهالك يجري تدريبا هناك. ونقلت مصادر مهنية، أن الطبيب الشاب وجد ميتا شنقا بغرفته بالمستشفى الذي كان يقضي فيه فترة تدريب، مؤكدة أن الطبيب الراحل أنهى حياته بسبب “ضغوطات مهنية”.
واعتبر المصدر ذاته، أن “عدم الاستجابة للشكوى المتكررة وللاحتجاجات، بل مقابلتها بمزيد من الضغط والتهديد وعدم السماح بإجراء تداريب تحسين المهارات خارج المغرب من طرف رئيس المصلحة من شانها ان تسبب في تفاقم المشكل وساهمت بشكل فعال في تأزيم الوضع.
ودعت لجنة الأطباء المقيمين، إلى التحقيق في وقائع هذه الحادثة، والوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء إقدام الطبيبة على هذا الفعل، مع ضرورة التحري في الشكاوى والادعاءات المتعلقة بسوء التدبير والمحسوبية، وفتح حلقة للحوار مع الأطباء المقيمين وممثليهم لتسوية هاته الأوضاع.
واستنفرت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمن، جميع الأطباء، وأكدت انها تحتفظ بحق التصعيد في حال عدم تجاوز الإدارة مع مطالبها للدفاع عن الحقوق المشروع، وحملت اللجنة الإدارة مسؤولية ما قد يقع من احداث مشابهو أو أخطار لا قدر الله إذا لم يكن التدخل فعالا وناجعا ومنصفا.
وكانت إدارة المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، نفت إقدام طبيبة، الجمعة الماضي، على محاولة الانتحار، داخل قسم الولادة بالمستشفى المذكور، مؤكدة أن “المعنية بالأمر تعرضت فقط في أثناء قيامها بعملها إلى إصابة طفيفة في يدها خلفت لها جرحا سطحيا بسيطا”.
وأوضح بلاغ توضيحي للمركز الاستشفائي ابن سينا، أن الطبيبة “لم تقم بأي عملية انتحار، وأنها تعرضت فقط اثناء قيامها بعملها الى إصابة طفيفة في يدها خلفت لها جرحا سطحيا بسيطا”.
وأشار البلاغ ذاته إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا “وجد نفسه مضطرا إلى صياغة هذا البلاغ لتنوير الرأي العام، ودحض كل خبر زائف من شأن السكوت عنه الاضرار بسمعة المركز والتشويش على عموم المواطنين”.
وذكر المصدر نفسه أن “أبواب المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا مفتوحة لكل من يرغب في الحصول على المعلومة الصحيحة من مصدرها الموثوق، وإلا سيجد المركز نفسه ملزما لتفعيل المساطر والإجراءات القانونية المعمول بها في هذا المجال”.