رياضة

قبل إعلان هويته.. 4 تحديات تنتظر الناخب الوطني الجديد قبل المونديال القطري

قبل إعلان هويته.. 4 تحديات تنتظر الناخب الوطني الجديد قبل المونديال القطري

على بعد أقل من يوم عن الإعلان عن هوية الناخب الوطني الجديد، تأمل الجماهير المغربية أن تتجاوز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عثرات الماضي والتخبط الذي لازم فترة المدرب وحيد خاليلوزيتش، رغم النتائج الجيدة التي أدركها رفقة “أسود الأطلس”، يظل أبرزها بلوغ نهائيات كأس العالم المقررة في نونبر المقبل بدولة قطر.

واستقرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مدرب الوداد الرياضي السابق، وليد الركراكي، لتولي قيادة “الأسود” في الفترة المقبلة، وفق ما كانت مصادر جامعية قد أكدت لـ”مدار21″ في وقت سابق.

وطبعت مرحلة خاليلوزيتش العديد من المشاكل التي كانت دائما مصدر زعزعة لاستقرار “عرين أسود الأطلس”، بدء بمشاكله مع بعض اللاعبين على رأسهم حكيم زياش ونصير مزراوي ويونس بلهندة وعبد الرزاق حمدالله، مرورا بالأداء غير المقنع للنخبة الوطنية، انتهاء إلى التشبث بمواقفه وعدم قبول النقاش ما تسبب له في توتر علاقته برئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع.

“مجموعة متجانسة”.. طي صفحة الخلافات

وستكون أولى مهام وليد الركراكي مع المنتخب المغربي إعادة الهدوء والاستقرار إلى معسكر “الأسود”، وطي صفحة الخلافات مع جميع اللاعبين، لتصفية الأجواء وبدء صفحة جديدة يفتح بها الباب أمام “المغضوب عليهم”.

وأكد الدولي المغربي السابق، مصطفى بيضوضان، أن التحدي الأول للناخب الوطني الجديد هو خلق مجموعة متجانسة رغم ضيق الوقت، وقال: “الآن نحن بصدد مرحلة جديدة بعد رحيل وحيد خاليلوزيتش.. ونسمع في الكواليس أن وليد الركراكي هو الناخب الوطني الجديد، لكن لا شيء رسمي حتى الآن.. لكن إذا كان هو أو أي مدرب آخر، ستكون أمامه تحديات كبيرة”.

وأضاف النجم السابق للوداد والرجاء البيضاويين في اتصال هاتفي مع “مدار21”: “أتمنى أن يخلق لنا الناخب الوطني الجديد تشكيلا متوازنا؛ مزيج بين التجربة والخبرة والشباب، وهذا هو التحدي الأول الذي ينتظره، لأن المرحلة الحالية هي بمثابة إعداد لكأس إفريقيا للأمم المقبلة المرتقبة بكوت ديفوار”.

الهوية.. سنوات الضياع

ولسوء حظ خاليلوزيتش، لم تكن النتائج المُدركة مع “الأسود” السبب الرئيس وراء إعفائه، لكن صرامته الزائدة عن اللزوم وعدم قبوله تغيير بعض أفكاره ومواقفه من اللاعبين، إضافة إلى غياب لمسته عن أداء النبخة المغربية، كانت المقصلة التي أنهت مسيرته قبل 3 أشهر من نهائيات كأس العالمرغم أنه كان صانع التأهل إليها مع المغرب.

وعبّر بيضوضان عن خيبة أمله للمآل الذي سار إليه المنتخب المغربي مع المدرب البوسني المقال؛ فمن وجهة نظره في مرحلة خاليلوزيتش كان يجب أن نتوفر الآن على منتخب يعرفه الجميع، بمعنى أن “الشارع الكروي المغربي كان يجب أن يحفظ عن ظهر قلب تشكيلة الـ11 لاعبا الأساسيا في المنتخب، وحتى الأسماء التي تجلس على مقاعد البدلاء.. لكن للأسف وحيد لم يوفق في السنوات الثلاث الماضية ولم يستقر يوما على تشكيل واحد”.

ويرى المحلّل الرياضي أن الوقت المتبقي حتى موعد نهائيات كأس العالم لن يخدم الناخب الوطني الجديد، بيد أنه أقرّ بأن مفتاح المرحلة المقبلة “هو الجاهزية، أي اختيار اللاعبين الذين يلعبون رسميا مع فرقهم، حتى وإن كان اسما وازنا ولا يلعب مع فريقه”، ويضف موضحا موقفه “في دمقرطة كرة القدم على صعيد المنتخبات، اللاعب الجاهز فقط من يلتحق بالمنتخب الوطني الأول.. وأمامنا أقل من 3 أشهر على المونديال ويجب خلق تشكيل قار للمنتخب، والاستقرار على العمود الفقري الذي سيتركز عليه منتخبنا الوطني مستقبلا”.

لائحة المونديال.. ثنائية المحليين والمحترفين

لم يكن لاعبو البطولة الاحترافية ضمن مفكرة الناخب الوطني السابق، هيرفي رونار، ولا حتى خلفه وحيد خاليلوزيتش، إلى درجة أن الأخير اعتبر أنهم “يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم مقارنة مع ما يقدمه الدولي المغربي، أشرف حكيمي، إذ يرى أن لاعبي الفرق المغربية يفتقدون للسرعة والقوة والالتزام التكتيكي، ما جرّ عليه العديد من الانتقادات سيما أن تصريحاته جاءت في وقت كانت أندية الوداد والرجاء ونهضة بركان تبلغ المباريات النهائية للمسابقات الإفريقية.

واكتفى خاليلوزيتش بتجريب لاعبين من الدوري الاحترافي دون إشراكهم في مباريات حاسمة، على غرار يحيى جبران، أيوب العملود، عبد الإله الحافيظي، حمزة الموساوي، فيما كان يستدعي رضا التكناوتي وأنس الزنيتي، حارسا الوداد والرجاء تواليا، من أجل المشاركة في المعسكرات الإعدادية لا غير.

ويعتقد بيضوضان أن الجدل الذي يرافق دائما إعلان الناخبين الوطنيين عن لوائح اللاعبين بخصوص تغليب كفة المحترفين على اللاعبين الممارسين بالدوري الاحترافي ستكون أيضا تحديا، لكنه قلّل من شأنه وصرح قائلا: “من طبيعة الحال سيكون تحدي الأسماء المختارة من خارج البطولة وداخلها تحديا للناخب الوطني، لكن أنا أرجع حلّ هذه المسألة إلى الجاهزية، لأننا نتحدث عن تمثيل المغرب في كأس العالم، أعلى مستوى من المنافسات، وهذا يتطلب لاعبين جاهزين وتنافسيين بشكل كبير وعلى أعلى درجة، أي العناصر التي تلعب رسميا مع أنديتها”.

ودائما ما تكون اختيارات اللاعبين صُداعا في رأس الناخبين الوطنيين، بسبب القاعدة الكبيرة للاعبين المحترفين بالدوريات الأوروبية، إضافة إلى تألق اللاعبين بالدوري الاحترافي، ما يجعل المدربين بين مطرقة الأسماء الرنانة وغياب التنافسية وسندان انتقادات الجماهير.

وتوقع مصطفى بيضاوضان أن تشهد لائحة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم المقبلة مفجآت كبيرة بسبب “تألق بعض اللاعبين كان آخرهم المدافع أشرف داري، إضافة إلى إصابة آخرين”، متمنيا أن “يعتمد (الناخب الوطني الجديد) على اللاعبين الجاهزين، لأن المغرب يمتلك لاعبين بتجربة كبيرة، وأتمنى ألا تكون هناك إصابات في صفوف اللاعبين المحليين مع انطلاق منافسات البطولة الاحترافية”.

ثمن نهائي المونديال.. حلم قائم ولكن!

منذ نسخة 1986 بالمكسيك والجماهير المغربية تمني النفس بتكرار إنجاز جيل الزاكي التيمومي وخيري وبودربالة وكريمو عندما بلغو ثمن النهائي لأول مرة في التاريخ، إفريقيا وعربيا. لكن المشاركات الموالية ظلت عقدة ضمان مقاعد في العرس العالمي أو الخروج من الدور الأول ملازمة لـ”أسود الأطلس”.

وظل حلم تكرار إنجاز “ميكسيكو 86″ معلّقا لـ36 سنة، بيد أن الفرصة تبقى قائمة أمام النخبة المغربية لتكراره ولما لا تجاوزه في المونديال القطري، رغم الفترة العصيبة التي يمر منها المنتخب المغربي وحالة الغضب والتشاؤم التي تسيطر على الجماهير المغربية.

ورفض بيضوضان، الذي صال وجال بالملاعب الوطنية بقميص الوداد والرجاء والفتح والكوكب المراكشي و”الماص” والاتحاد الزموري للخميسات، في حديثه للجريدة، أن يُحمِّل المنتخب الوطني ما لا يستطيع احتماله في كأس العالم بقطر، وقال بهذا الصدد “أعتقد أنه في مشاركتنا المقبلة لا مجال لنحلم بأشياء كبيرة، ونوهم الجماهير المغربية بآمال أكبر وأننا سنذهب لتحقيقها”، مستدركا “أكيد نحن نرغب أن نعبر للدور الثاني، لكننا سنلعب ضد منتخبات قوية”.

ويسترسل المتحدث ذاته بالقول: “بلجيكا وكرواتيا منتخبات قوية، وحتى المنتخب الكندي فهو من أحسن المنتخبات في أمريكا الشمالية.. وقعنا في مجموعة أصعب من مجموعتنا في كأس العالم سنة 2018 (البرتغال، إسبانيا، إيران)، لأننا آن ذاك كنا نمتلك منتخبا قويا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News