اقتصاد | سياسة

زيارة بيربوك للرباط.. “انبعاث” مشروع الهيدروجين الأخضر بين المغرب وألمانيا

زيارة بيربوك للرباط.. “انبعاث” مشروع الهيدروجين الأخضر بين المغرب وألمانيا

من المقرر أن تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، زيارتها للرباط اليوم الأربعاء، والتي ستمتد ليومين، وستلتقي خلالها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.

وحسب ما نقلته وسائل إعلام ألمانية، فإن بيربوك، ستكون مرفوقة بوفد رفيع المستوى، يضم أعضاء من البرلمان الألماني ودبلوماسيين ورجال أعمال.

وتعد هذه الزيارة، الأولى لوزيرة الخارجية الألمانية للمغرب التي تولت منصبها في دجنبر 2021، بعد محادثات عدة عن بعد مع بوريطة.

عصفوران بحجر واحد

وأشارت وسائل إعلام أن الهدف الرئيسي لزيارة المسؤولة الألمانية سيكون “الاتفاق على خطة عمل مع المملكة المغربية لبدء مشروع الهيدروجين الأخضر الذي كان مؤجلا بسبب أزمة دبلوماسية بين البلدين”.

وكانت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية، ليلى بنعلي، قد أشارت أبريل 2022، إلى أن المملكة تُخطط لإرساء بنية تحتية غازيّة من شأنها أن تجعل المغرب رائدا في مجال الهيدروجين المنافس للغاز، مبرزة أن هذه البنية التحتية ستمكن البلاد من تصدير الهيدروجين مستقبلا، مشيرة في نفس الوقت إلى أن العديد من الدول الأوربية تمكّنت من نقل الهيدروجين في 30% من خطوط الغاز.

ووفق المسؤولة المغربية، فإن الرباط تسعى ضرب “عصفورين بحجر واحد”، ويتعلق الأمر أولا بإعداد بنية تحتية لنقل الغاز الطبيعي والمسال، عبر الأنابيب والموانئ والمحطات الخاصة بالتخزين، وفي نفس الوقت الاستفادة من هذه البنية في السنوات المقبلة لنقل الهيدروجين الأخضر عند بدء انتاجه داخل المملكة المغربية وبدء مرحلة تصديره إلى الخارج.

تفاصيل الاتفاق

وفي يونيو 2020 وقعت ألمانيا والمغرب اتفاقا لإقامة مشروع طاقة الهيدروجين الأخضر، بالاعتماد على طاقة الشمس والرياح، والذي سيمكن المغرب، حسب خبراء، من أن يصبح أكبر مصدر عالمي لطاقة الهيدروجين الأخضر الصديقة للبيئة أو ما يصطلح عليه “النفط النظيف”.

وحسب وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية فان المشروع يحقق ما يعادل 2 إلى 4 في المائة من الحاجة العالمية إلى مواد الطاقة المتجددة.

كما سيمكن المشروع من تلبية حوالي 25 في المائة من احتياجات السوق الألمانية من الطاقات المتجددة التي سيزداد الاعتماد عليها بشكل مضطرد في ضوء ضرورة تقليص الطاقات المسببة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، واتساع الاعتماد على الطاقة النظيفة مثلا في قطاعات السيارات والقطارات والكهرباء.

وأكدت الحكومة الألمانية منتصف 2020، تخصيص 9 مليارات يورو لاستراتجية طاقة الهيدروجين، سبعة منها تشمل الاستثمار في الإنتاج وتقنيات وتجهيزات النقل، وملياري يورو لشراكات الاستثمار الدولية.

وقود المستقبل

الهيدروجين مادة كيميائية تستخدم كناقل للطاقة في مجالات النقل والصناعة، لكن يمكن استخدامها أيضاً لتخزين الطاقة ونقلها. وبفضل هذه الخصائص يعتبر الهيدروجين وقود المستقبل، ولذلك تتسارع عدد من الدول للاستثمار فيه.

ويتطلب إنتاج الهيدروجين الكهرباء والماء، وتستخدم عملية التحليل الكهربائي للحصول عليه من المكونين معاً؛ لكن يتم فقدان حوالي 40 في المائة من طاقة الكهرباء المستخدمة في هذه العملية.

ويمكن إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين من 9 لترات من الماء. وإذا تم استخدام الكهرباء من مصادر متجددة من أجل الإنتاج يتم الحديث عن الهيدروجين الأخضر، لأن العملية تكون خالية تماماً من الانبعاثات.

ومن أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر يلزم التوفر على كميات هائلة من طاقة الرياح والشمس، وهي المقومات التي يتوفر عليها المغرب بفضل مركبات للطاقة الشمسية، وعلى رأسها مركب نور ورزازات، إضافة إلى توربينات الرياح المنتشرة شمال البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News