المغرب يتجه لطي أزمة القطيع وعدد الأغنام مرشح للتضاعف
يبدو أن المغرب ماضٍ نحو طي أزمة القطيع الوطني التي ضربت الاقتصاد الفلاحي وأوجعت جيوب المغاربة على صعيد أسعار اللحوم الحمراء، فبعدما أعلنت الحكومة عن نتائج إحصاء القطيع والتي بينت ارتفاعه، يمكن لموسم فلاحي مطير واحد أن يساهم في مضاعفة العدد المعلن عنه.
ذلك ما أكده رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، محمد جبلي، في تصريح لصحيفة “مدار21″؛ مشيراً إلى معطى هام ضمن الأرقام التي كشفت عنها الحكومة في بلاغها الأخير حول الموضوع، ويتعلق الأمر بكون نسبة الإناث الموجهة للتوالد في بلغت 70 في المئة.
“يمكن أن يتضاعف التعداد على مستوى الأغنام خصوصاً في حال كان الموسم الفلاحي المقبل مطيراً، مما يتيح للعدد الهام من إناث الأغنام التوالد خلال العام المقبل” يبرز المهني.
وجاء في البلاغ الصادر عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول عملية إحصاء القطيع الوطني من الماشية، أن هذا القطيع يتوزع على الأغنام (23.158.248 رأسا منها 16.348.449 أنثى) والماعز (7.474.172 رأسا منها 5.293.805 إناث) والأبقار (2.094.109 رؤوس منها 1.556.842 أنثى) والإبل (106.044 رأسا منها 91.432 أنثى).
وأكد جبلي أن 23 مليون رأس من الأغنام عدد يعني أن المغرب بوسعه تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أسعار لحوم الأغنام ستستفيد من نمو القطيع دون شك، خاصة إذا استمر هذا النمو بفضل التدابير الحكومية علاوة على هطول الأمطار خلال الموسم الفلاحي المقبل.
وعزا المتحدث هذه النتائج للتدابير التي تم اتخاذها وفي مقدمتها الإحجام عن شعيرة النحر خلال عيد الأضحى الماضي، فضلاً عن الاستيراد والدعم الموجه للفلاحين ومربي المواشي، والتوجيهات بعدم عدم ذبح إناث القطيع.
ورأى أن هذه النتائج لا تعني أن القطيع الوطني تعافى بنسبة 100 بالمئة “أظن أن المشكلة قد حُلت بنسبة 70 بالمئة، وأتوقع أن العدد سيرتفع مجدداً بعد سنة ماطرة واحدة، تتيح للإناث التوالد”.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة قررت إلغاء العمل بتعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على عملية استيراد الأغنام والماعز، وكذا استيراد الحليب المجفف، بعد نتائج إحصاء القطيع الوطني، التي أكدت ارتفاع أعداد رؤوس الماشية على الصعيد الوطني إلى 32.832.573 رأس، في إشارة أخرى إلى إيجابية نتائج القطيع.
وفي الوقت الذي كشفت فيه عملية الإحصاء عن ارتفاع أعداد رؤوس الماشية على الصعيد الوطني، سجل في مقابل ذلك تراجع في عدد الأبقار والإبل بحوالي 30 في المئة مقارنة مع المعدلات المعتادة، التي تتراوح بالنسبة للأبقار ما بين 3 و3,2 ملايين رأس بعدما تراجعت أعداد الأبقار الحلوب بسبب القيود التي فرضت في جائحة كورونا وتوقف الري في المدارات السقوية.
