سياسة

نور الدين: الملك شخّص “عراقيل الجالية” والكرة بمعلب الحكومة لتجاوز الأعطاب

نور الدين: الملك شخّص “عراقيل الجالية” والكرة بمعلب الحكومة لتجاوز الأعطاب

قال المحلل السياسي والخبير في القضايا الدولية، أحمد نور الدين، إن الملك محمد السادس شخص الأعطاب التي تواجه الجالية المغربية، ووجه سهام النقد البناء للحكومة ولكافة المؤسسات والهيئات المعنية، لتجاوز العراقيل التي تعيق المشروع المجتمعي الذي يقوده الملك منذ أزيد من عقدين.

وسجل نور الدين، أن التوجيهات الملكية الواردة في خطاب ثورة الملك والشعب الأخير، موجهة بشكل مباشر لكل هذه الجهات بما فيها رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، مضيفا أن أن الملك دعا إلى الاستفادة من كل هذه الطاقات وإلى اعتماد كافة التسهيلات الممكنة للقيام بأدورها، سواء في الاستثمارات أو السياسة الخارجية وفي تحويل التكنولوجيات.

واعتبر المحلل السياسي  ذاته،   أن “الكرة اليوم في ملعب الحكومة ويجب أن يتابعها الإعلام العمومي والرأي العام الوطني ماذا ستجز الحكومة في التعليمات الملكية التي لها تأثير على التنمية الشاملة وعلى القضية الوطنية والأجيال المستقبيلة للجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وأضاف أنه ستستفيد منها المشاريع الكبرى للمملكة على مستوى الكفاءات، لاسيما في ظل المحاور الاستراتجية التي يشتغل عليها المغرب، سواء في مجال صناعة السيارات والطائرات والطاقات المتجدة، فضلا عما تتوفر عليها المملكة من أطر في مجال السياسة الخارجية من منتخبين ووزراء.

ودعا الملك محمد السادس، إلى إحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها، مشددا على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود.

وأكد الملك في خطاب موجه للأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب أن هذه الآلية ستمكن من التعرف على الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، و”التواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار”

وأوضح نور الدين، أنه بقدر ما أشاد بارتباط هذه الجالية والخدمات التي تقدمها سواء اليهودية منها أو المسلمة لهذا الوطن، فقد انتقد الإدارة المغربية وعلى رأسها الحكومة لا زالت لم تقم بما يلزم القيام به من إزالة العراقيل أمام استثمارات الشباب ومن تحيين ميثاق الاستثمار الجديد ومن تحسين الحكامة بين المؤسسات .

وأشار إلى أنه “ليس هذه هي المرة التي يوجه فيها الملك الحكومة لإزالة العراقيل التي تواجه الجالية، ومع ذلك ما تزال العراقيل تراوح مكانها، وهو ما يعني أن هذا التوجيه للأخير لاستعجال معالجة المشاكل التي تواجه الجالية هو بمثابة “قرصة أذن” للجهات المعنية لتسريع وتيرة إزالة هذه العقبات أمام الجالية المغربية المقيمة بديار المهجر”.

ولفت نور الدين، إلى أن مجلس الجالية يتلقى سنويا ألاف الشكايات حول طبيعة العراقيل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وأغلبها في مجال الاستثمار، مشيرا إلى أن المهاجر المغربي عندما يزور المغرب لا يكون معه كثير من الوقت مما يعني أن يتعين أن تعمل الحكومة على توفير الظروف المواتية لتمكينه من قضاء أغراضه بما فيها الإدارية

وشدد الخبير في القضايا الدولية، على أنه من  المفروض بعد التوجيهات الملكية، ” التي لا غبار عليها أن يتعجل رئيس الحكومة لجنة تضم في عضويتها كافة الجهات المعنية لتفعيل المقترحات الواردة في الخطاب الملكي”، داعيا إلى التفكير في إخراج هيكل آخر لهذه الكفاءات المغربية بالخارج، ” دون أن ننسى أن هناك توجيه دستوري لم يفعل من طرف الحكومة وهي مناسبة لمدراسته لتمكين الجالية من المشاركة في الانتخابات التشريعية” يؤكد نور الدين

وفي سياق متصل، أكد نور الدين،  أن تغير موقف ألمانيا تجاه المملكة، كان راجعا إلى بعض أفراد الجالية المغربية الذين ساهموا في توضيح الرؤية حول هذا الملف للبرلمان الألماني وللحكومة الألمانية حيث كان هناك دور للكفاءات المغربية إلى جانب الدبلوماسية الوطنية في تريجح الكفة، على التقرير الرسمي الذي سبق للملك أن انتقده في خطاب سابق، حينما أشار إلى أن بعض الدول تريد عرقلة النمو في إشارة إلى التقرير الذي صدر بالمانيا.

هذا،وبعدما سلط  الملك محمد السادس الضوء على المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم، اعتبر الملك أن ذلك “لا يكفي”.وقال الملك في هذا الصدد ” العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته”، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتمكينها، “من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها”.

وأبرز العاهل المغربي، أن المغرب يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم، موضحا جلالته أن مغاربة العالم يشكلون حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News