سياسة

تقارب بين الرباط ومونتيفيديو يمهد لموقف أوروغوايي داعم لمغربية الصحراء

تقارب بين الرباط ومونتيفيديو يمهد لموقف أوروغوايي داعم لمغربية الصحراء

هل من الممكن أن يكون التقارب البرلماني بين المغرب والأوروغواي خطوة تمهيدية لموقف جديد من البلد الأمريكي اللاتيني بخصوص الصحراء المغربية؟ نعم، حسب ما يؤكده المتابعون لوتيرة “نمو” العلاقات بين مونتيفيديو والرباط، سواء السياسية أو الاقتصادية.

ورغم أن العلاقات السياسية والتجارية، تسير “ببطء”، إلا أنها تسير بـ”ثبات” توج بالتغلب على سوء التفاهم الذي كانت تستغله أطراف، خاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة.

الأربعاء، اطلع وفد برلماني عن مجلس الشيوخ الأوروغوياني، على الدينامية التنموية التي تشهدها جهة العيون-الساقية الحمراء في مختلف المجالات، حيث أثنى خورخي غانديني، نائب رئيسة المجلس ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الأوروغواي- المغرب، على الجهود المبذولة لتعزيز البنيات التحتية الأساسية والإجراءات التي اتخذتها الدولة من أجل إعطاء زخم تنموي جديد في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015.

 وأكد خورخي غانديني، أن هذه الزيارة مكنت الوفد البرلماني من التعرف عن كثب على الأوضاع في الجهة واكتشاف مستوى التنمية في جميع القطاعات، مؤكدا أن الوفد عازم على نقل ملاحظاته بشأن ما تشهده الجهة من تنمية في مختلف المجالات إلى حكومة وبرلمان بلاده.

وقال محمد سالم مفتاح، رئيس المرصد الصحراوي، إن تغير مواقف العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية في قضية الصحراء المغربية يأتي في سياق التعاطي الإيجابي مع المقاربة الأممية إزاء هذا الملف والمعبر عنها من خلال قرارات مجلس الأمن وتوصيات الأمين العام الأممي التي باتت تنحى إلى الواقعية والعقلانية، وباتت تتقاطع مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي وتشيد بها وتصفها بالجدية وذات المصداقية.

وأشار الباحث في شؤون الصحراء في تصريح لجريدة “مدار21” إلى أن العديد من بلدان أمريكا اللاتينية باتت تراجع اعترافاتها بالكيان الوهمي، على اعتبار التعاطي الإيجابي مع التطورات الميدانية والدبلوماسية التي يشهدها هذا الملف والتي تصب في صالح تكريس السيادة المغربية على الصحراء.

واعتبر المتحدث أن الموقف الإسباني الداعم لمغربية الصحراء “كان له تأثير بالغ على العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية بحكم، أن هذه البلدان ناطقة باللغة الإسبانية، وبالتالي فهي تتعاطى مع منطقة شمال إفريقيا والمنطقة المغاربية من خلال زاوية النظر الإسبانية”.

وتابع :”مواقف العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية الداعمة للطرح الانفصالي تعود لسياقات باتت متجاوزة، تزامنت مع الحرب الباردة إبان الاصطفاف الإيديولوجي وإبان توظيف هذه القضية من طرف بعض أحزاب اليسار التي كانت تتصارع على السلطة، وتم توظيفها ضمن أجندات حزبية ضيقة سيما من طرف الأحزاب المتموقعة في المعارضة”.

وسجل عبد الفتاح أن هذه السياقات التي ترتبط بمواقف اليسار “باتت اليوم متجاوزة، وأيضا يبدو على أن اليسار في بلدان أمريكا اللاتينية بات يكشف حقيقة الكيان الانفصالي على اعتبار مماراسته البعيدة كل البعد عن مبادئ وقيم اليسار والشعارات التقدمية والحداثية والثورية”.

ويتعلق الأمر، حسب الباحث، بممارسات تدور رحاها حول انتهاك حقوق الإنسان ونهب المساعدات الإنسانية ومصادرة الحريات والتضييق على حرية التنقل ورعاية الجلادين، مضيفا :”كلها ممارسات باتت مفضوحة تكشف طبيعة البوليساريو كتنظيم رجعي بعيد كل البعد عن قيم اليسار التي جمعته بأحزاب اليسار في أمريكا اللاتينية”.

وقال محمد سالم مفتاح إن الدينامية التي يحققها المغرب والنشاط، لا سيما النشاط الدبلوماسي الموازي، وخاصة الجهد الذي يبذله المجتمع المدني، والمؤسسة البرلمانية، كان له دور في تعريف نخب سياسية ومدنية في بلدان أمريكا اللاتينية، خاصة في الأوروغواي، بجوانب هذا النزاع المفتعل وتوضيح المغالطات التي عكفت عليها البوليساريو خاصة تلك المتعلقة بالتمثيل الشرعي المزعوم لساكنة الإقليم، حيث ينخرط في هذا السياق النشطاء الصحراويون المنتمون للأقاليم الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News