سياسة

عيد الشغل بالكركرات.. ترجمة نقابية لتوجهات المملكة لمواجهة “عدو متحوِّر”

عيد الشغل بالكركرات.. ترجمة نقابية لتوجهات المملكة لمواجهة “عدو متحوِّر”

لأول مرة، وفي خطوة غير مسبوقة، تخلد نقابة سائقي ومهنيي شاحنات النقل الدولي بمعبر الكركرات ذكرى العيد الأممي للشغل الذي يصادف 01 ماي من كل سنة، حالهم في ذلك حال باقي الطبقة العاملة والتنظيمات النقابية في جميع ربوع المملكة.

وسينظم العمال المنخرطون في النقابة المذكورة تظاهرة ومسيرة أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل بالكركرات، حسب ما جاء في بلاغ لدائرة الإعلام التابعة للاتحاد المغربي للشغل، توصلت جريدة “مدار21″ بنسخة منه.

وذكر البلاغ ذاته أن هذا القرار يأتي تلبية لـ”الرغبة الملحة للطبقة العاملة بالكركرات وسائقي ومهنيي شاحنات النقل الدولي في إحياء ذكرى فاتح ماي بمكان عملهم بهذا الربع من أقاليمنا الصحراوية العزيزة”.

وأضافت ذات الوثيقة أن هذه البادرة هي خطوة جديدة تؤكد من خلالها الطبقة العاملة المغربية “تشبثها بوحدتنا الترابية واستمرارها في الدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى”.

التفاف ووحدة

وتفاعل المحلل السياسي وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية “الكوركاس”، إبراهيم بلالي اسويح، مع هذه الاحتفالات المرتقبة، وقال في تصريح لجريدة “مدار21” إن “هذا الاحتفال في معبر الكركرات بأقصى جنوب المملكة يحمل دلالات رمزية ترسخ الالتفاف والوحدة الوطنية حول المشروع الترابي المغربي المتجسد في كل مكوناته بما في ذلك الحركة النقابية”.

وأشاد المتحدث ذاته بانخراط الطبقة العاملة بالصحراء المغربية في “المجهود الوطني السيادي الذي بفضله أصبحت هذه الشغيلة تنعم بالأمن في القيام بمهامها وهو أمر لم يكن متاحا في السابق قبل تحرير المعبر خلال نونبر 2020”.

وأضاف اسويح أن لهذه المحطة النوعية “رمزية كبيرة تتمثل في كون المعبر حاليا، ومن خلال هذا الحدث، يكرس ديناميته المتزايدة ووتيرة حركة المرور التي تجعل منه واقعا رياديا لغرب إفريقيا” مسترسلا بأن “هذا يدل على ترجمة التوجه الرسمي للمملكة المغربية في بسط السيادة الكاملة على كافة ربوع المملكة، بما في ذلك أقصى الأقاليم الجنوبية والتي كانت محل دعايات مغرضة وكاذبة عن حقيقة الوضع الميداني”.

رمزية سياسية

ولدى جوابه عن سؤال “مدار21” بخصوص الدلالات السياسية لهذه الخطوة، أوضح الباحث في قضايا الصحراء المغربية ذاته أنه “على الرغم من القالب النقابي الذي جاء فيه بيان الاتحاد المغربي للشغل، إلا أنه لا يخلو من دلالات سياسية تذكرنا بالأدوار التاريخية للحركة الوطنية في الدفاع عن ثوابت الأمة المغربية”.

وتابعا المصرح نفسه أن “ما قام به الاتحاد المغربي للشغل يؤسس لمشروع التأطير الذي تمارسه النقابات في تحسيس الشغيلة بالتضامن في بلورة المشروع الوطني على جميع المسارات في مواجهة عدو متحور يستغل كل الواجهات لزرع الشك والتضليل”.

ولم يخف المحلل السياسي يقينه “أن هذه المبادرة النقابية حتما لن تبقى معزولة”، مؤكدا أنها “تنبئ بتوالي الانخراط النقابي بشكل أكبر في المراحل اللاحقة، الشيء الذي سيعزز الصخب السياسي والمدني الذي صاحب تحرير المعبر في الثلاث سنوات الماضية من طرف القوات المسلحة الملكية المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News