سياسة

المغرب يعول على محامي بيكاسو وهنري السادس لدحض مزاعم “التجسس”

المغرب يعول على محامي بيكاسو وهنري السادس لدحض مزاعم “التجسس”

بعد تداول “مزاعم” استخدامه لبرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي من أجل التجسس على هواتف شخصيات عامة بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلا عن صحافيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين، قرر المغرب، رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتين بتهمة التشهير، وذلك مقابل دعاوى أخرى رفعها صحافيون فرنسيون بعد احتمال التجسس عليهم من طرف “الاستخبارات المغربية” بحسب ما جاء في تقارير إعلامية بثت الأحد الماضي.

وحظي المحامي الشهير، “أوليفييه باراتيلي”، بثقة المملكة وسفيرها في فرنسا شكيب بنموسى، لرفع الدعويين المباشرتين بالتشهير” ضد كل من منظمتي “فوربيدن ستوريز” والعفو الدولية على خلفية اتهامهما باستخدام البرنامج الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية.

ومن المؤكد أن اختيار المغرب، للمحامي الفرنسي باراتيلي، البالغ من العمر 54 سنة، والمتخصص في القانون الجنائي للأعمال وقانون الصحافة وسوق التحف الفنية، والذي يعد أيضا من كبار المحامين المتخصصين في قانون الميراث، “لم يكن صدفة أبدا”، خاصة وأن هذه الشخصية القانونية الدارسة لعلوم السياسية تعد “نابغة في مجالها” وقد سبق لها أن حققت شهرة واسعة في مجال الدعوى القضائية التي رفعها المغرب ضد “المشهرين” به.

وبارتيلي محامي المملكة، يكتسب شهرة قل نظيرها بين أصحاب الوزر السوداء، إلى جانب زميله الراحل بول لومبارد المحامي والكاتب الفرنسي الشهير، حيث اشتغلا معا من سنة 1989 حتى وفاة هذا الأخير بتاريخ 15 يناير 2017، وكان الاثنان قد انتصبا للدفاع أمام محكمة الجنايات في باريس عن الأمير فيكتور إيمانويل من سافوي، نجل آخر ملوك إيطاليا، الذي حوكم بتهمة القتل، قبل أن يتمكن المحاميان من تبرئته سنة 1996، في وقت لم يكن يبلغ المحامي بارتيلي سوى 31 ربيعا آنذاك.

ودافع محامي المملكة الجديد أيضا عن هنري دوليونس، المؤلف الفرنسي المعروف وسليل العائلة الملكية كونت باريس الذي ظل يدعي حقه في العرش الفرنسي متخذا لقب ” هنري السادس ” الى حين وفاته سنة 1999، وامتدت ثقة سليل العائلة الملكية إلى خلفه من أبناء الملك الراحل بحيث لا يزال محاميا لابنه جاك دورليونس، المزداد بمدينة الرباط ، والذي يطالب لحدود اليوم باسترجاع الممتلكات ذات القيمة التي تركها أجداده من ملوك فرنسا.

ودافع أوليفييه كذلك جنبًا إلى جنب مع شريكه بول لومبارد، عن العديد من الوزراء والسياسيين البارزين في فرنسا و عن الدولة الألمانية في ملف Elf.والتي شهدت إدانة Loïk Le Floch-Prigent  و André Tarallo..

و منذ تسعينيات القرن القرن الماضي، كان بارتيليه إلى جانب صديقه بول لومبارد، يحظيان بثقة الوزراء والمسؤولين الحكوميين في الجمهورية، على غرار ميشيل شاراس، وكريستيان بيريت، ونواب، وأعضاء آخرين في مجلس الشيوخ، والرئيس كريستيان بونسيليه.

ومنذ عام 1998، أصبح أوليفييه باراتيللي، محاميًا للعديد من الشركات التابعة لمجموعة بولوريه، وهو أيضًا المحامي الشخصي لفنسنت بولوريه في قضايا مختلفة خاصة تلك المتعلقة بتهم التشهير والابتزاز كما حدث في قضيته المعروفة ضد موقع الأخبار باستا! والمؤسس المشارك لموقع “Rue89” ، بيير هاسكي.

وكان محامي المغرب بارتيلي، مطلوب كثيرا في القضايا الجنائية المالية في فرنسا، على قرار قضية بيير مونجين، الرئيس التنفيذي لشركة RATP ، بحيث استطاع في مارس 2014، الحصول براءة موكله من قضية “كراتشي” الشهيرة  المتعلقة ببيع فرنسا لغواصات إلى باكستان وفرقاطات إلى السعودية، والتي كان يتابع فيها بصفته مدير ديوان رئيس الوزراء السابق  إدوارد بالادور في عام 1995، وتمكن المحامي المذكور من إغلاق القضية أيضا بشأن استخدام مزعوم لأموال خاصة لتمويل الحملة الرئاسية لعام 1995.

وإلى جانب ما سبق يدافع المحامي أيضا عن مجموعة المواد الكيميائية الألمانية Bayer ومنتجها، المبيد الحشري Gaucho، المتهمين بالمسؤولية الجزئية عن زيادة معدل نفوق النحل.

أما فيما يتعلق بقانون الصحافة وسوق اللوحات الفنية، فالمحامي المذكور يدافع عن الإعلامي الفرنسي الشهير كارل زيرو، وغوي لوكس، والممثلة إيزابيل أدجاني.

واشتغل المحامي، بارتيلي كثيرا على ملفات اللوحات الفنية المسروقة خلال الحرب العالمية الثانية، ففي عام 2004، استعاد في طوكيو لوحة لألفريد سيسلي سرقها النازيون في عام 1942 تنتمي إلى عائلة جونزبورغ، مما أكسبه شهرة دولية، كما نجح في إرجاع العديد من اللوحات الاخرى ونجح في سجن بعض من سرق لوحات ثانية.

ودافع المحامي المذكور، عن صاحب المزادات جاك تاجان، الذي حكم عليه بالسجن لمدة عام واحد وغرامة قدرها 50 ألف يورو بسبب خطأ كتابي، وتمت مقاضاته جنبًا إلى جنب مع رولان دوماس في قضية جياكوميتي والعديد من الفنانين بما في ذلك النحات سيزار  والرسام روبرت كومباس واليوم الرسام فيليب كوجنيه.

كما أنه أبناء بابلو بيكاسو ومايا بيكاسو ابنة الفنان وديانا بيكاسو حفيدة الفنان، عينوه محاميا رسميا لعائلة الرسام التشكيلي الشهير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News