أبو حفص: ذكرى 16 ماي محزنة ومحاربة التطرف تبدأ بالتربية على التسامح
خلد المغرب، يوم أمس الإثنين، الذكرى الـ19 لتفجيرات الـ16 من ماي 2003 المفجعة بالدار البيضاء، والتي راح ضحيتها 45 شخصا، مما دفع المملكة إلى تغيير استراتيجيتها الأمنية في مواجهة التطرف والإرهاب والتصدي لهما.
وبهذه المناسبة، يقول المفكر والباحث في الدراسات الإسلامية عبد الوهاب رفيقي، إن فاجعة الـ16 من ماي 2003 بالنسبة له ذكرى حزينة وحدث إرهابي صدم المغاربة، خاصة وأن المغرب آنذاك لم يكن متعودا على أعمال مثل هاته، مضيفا أن ما وقع من أحداث تسبب في اعتقالات وردود فعل سواء من طرف الدولة أو المواطنين، لأن الحدث، حسب رفيقي، لم يكن عاديا وخلف ضحايا كثر سقطوا إثر هذه التفجيرات الإجرامية، إلى جانب الاعتقالات التي مست أيضا الأشخاص الذين لم تكن لديهم أي علاقة بالحدث، وهذا الأمر المحزن من تبعات الـ16 من شهر ماي.
ويرى رفيقي، في تصريح لجريدة مدار21، أنه اليوم بعد مرور 19 سنة على هذا الحدث، تغيرت الأوضاع بشكل كبير جدا عما كان عليه الحال سواء في 2003 أو ما قبلها، لاسيما على المستوى الأمني، الذي تطور بشكل كبير جدا خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنه “يمكننا أن نقول بكل ارتياح إننا نعيش في دولة مستقرة آمنة”.
واسترسل المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب والإصلاح الديني، في حديثه إلى الجريدة، قائلا: “الأحداث الإرهابية في الوقت الحالي أصبحت منعدمة، وحتى العمل الاستباقي الذي يقوم به الأمن لاكتشاف الخلايا الإرهابية مثمر جدا، وأكثر من ذلك، فالنموذج الأمني المغربي بات يسوق ويصدر لباقي دول العالم، ودول كبرى تطلب المساعدة من الجهاز الأمني المغربي”.
وبخصوص الخطوات التي يمكن اتخاذها للقضاء على هذه الظاهرة، إلى جانب هذا المجهود الأمني المتميز، أوصى رفيقي بأنه لابد من مقاربة فكرية وثقافية، يمكن من خلالها القضاء على الظاهرة من أصولها، لافتا إلى أن هذه الأخيرة ظاهرة فكرية دينية بالأساس، وبالتالي معالجتها لا يمكن أن تكون إلا بالفكر وتربية الأجيال الجديدة على قيم التسامح وغرسها في عقول الناشئة، عن طريق الإعلام والمجتمع المدني بالتوعية والتحسيس من مخاطر الفكر المتطرف.
