دولي

أوروبا تحصي خسائر الفيضانات وحصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع

أوروبا تحصي خسائر الفيضانات وحصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع

كثّف عناصر من الجيش ورجال الإطفاء، ليلة الجمعة-السبت، جهود البحث عن ضحايا الدمار الذي خلفته أسوأ الفيضانات التي اجتاحت غرب أوروبا منذ عقود، وأودت بأكثر من 150 شخصا وعشرات المفقودين.

وتعرّضت مناطق غرب ألمانيا لأسوإ الأضرار جرّاء الفيضانات التي ضربت أيضا بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا، تاركة شوارع ومنازل مغمورة بالمياه الموحلة عزلت تجمعات سكنية بأكملها.

مع حصيلة قتلى في ألمانيا وصلت إلى 133 بعد ثلاثة أيام على الكارثة، قالت السلطات إنه من المرجح العثور على المزيد من الجثث في الأقبية العائمة والمنازل المنهارة. وتمت تعبئة 19 ألفا من عناصر الإنقاذ.

وقالت كارولين فايتسل، رئيسة بلدية إيرفشتاد في رينانيا شمال فيستفاليا، المنطقة التي تعرضت لانزلاق تربة مروّع ناجم عن الفيضانات: “علينا توقع العثور على المزيد من الضحايا”.

في المناطق الأكثر تضررا في ألمانيا في رينانيا شمال فيستفاليا ورينانيا بالاتينات، كان السكّان الذين فرّوا من الفيضانات يعودون تدريجيا إلى منازلهم وسط مشاهد الخراب.

وقال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارة إلى إيرفشتاد: “نشعر بالحزن مع جميع الذين فقدوا أصدقاء أو معارف أو أفراد من الأسرة”، مضيفا “مصائرهم تفجع قلوبنا”.

أكثر من 90 من الضحايا كانوا يعيشون في منطقة أرفايلر في رينانيا بالاتينات، من بينهم 12 شخصا كانوا في دار لذوي الاحتياجات الخاصة، غرقوا في فيضان المياه.

وقال أحد أهالي أرفايلر، ويدعى غريغور دنغن، إنه كان يعمل في مخبزه عندما اجتاحته الفيضانات.

وشرح “تلقيت تحذيرا مقتضبا جدا، لكنه جاء متأخرا جدا ولم تكن هناك أي فرصة في أن تحمي نفسك”، وأشار إلى علامة على أعلى الجدار هي المستوى الذي وصلته المياه، وقال “شعرنا بخوف هائل”.

في بلجيكا المجاورة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 24 قتيلا، فيما ما يزال كثيرون في عداد المفقودين.

وتوجّه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، اليوم السبت، لمعاينة المنطقة التي تعرضت لخسائر “غير مسبوقة” في حوض نهر ميوز. وكان قد أعلن الثلاثاء يوم حداد رسمي.

كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا، غمرت العديد من المناطق وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف الأشخاص في مدينة ماستريخت الهولندية.

أدى فيضان سد في منطقة هاينسبرغ الألمانية على بعد 65 كيلومترا جنوب غرب دوسلدورف ليلا، إلى إجلاء أكثر من 700 شخص بشكل طارئ.

في بعض المناطق المتضررة، بدأ رجال الإطفاء والمسؤولون المحليون والجنود، بعضهم على متن دبابات، مهمة ضخمة تتمثل بإزالة أكوام الركام التي تسد الشوارع.

ويتضح الآن الحجم الحقيقي للكارثة، إذ يجري مسح المباني المتضررة التي سيتعين هدم بعضها، فيما تبذل الجهود لاستعادة خدمات الغاز والكهرباء والهاتف.

وأدى تعطل شبكات الاتصالات إلى تعقيد الجهود التي تبذل لمعرفة عدد المفقودين، فيما باتت معظم الطرق في وادي أهر الغارق بالمياه، غير سالكة.

وقال وزير الداخلية في رينانيا بالاتينات، روجر ليفنتس، لوسائل الإعلام المحلية إن ما يصل إلى 60 شخصا في عداد المفقودين، وأكثر من 600 أصيبوا بجروح.

وقالت الحكومة إنها تعمل على إنشاء صندوق مساعدات خاص فيما يتوقع أن تصل كلفة الأضرار إلى عدة مليارات يورو.

وستزور المستشارة أنجيلا ميركل، غدا الأحد، المنطقة التي ضربتها الفيضانات في غرب ألمانيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية المعنية اليوم السبت.

وتتوجه ميركل العائدة من زيارة للولايات المتحدة إلى قرية شولد المنكوبة في ولاية رينانيا بالاتينات، والتي دُمّر القسم الأكبر منها. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الإقليمية إن الزيارة ستتم “بعد الظهر”.

أعادت الفيضانات المدمرة مسألة التغير المناخي إلى صلب النقاش العام، وقالت شركة إعادة التأمين الألمانية العملاقة “ميونيخ ري إن” إن على الدول أن تتوقع زيادة “وتيرة وشدة” الكوارث الطبيعية بسبب التغيّر المناخي، داعية إلى اتخاذ خطوات وقائية “ستكون في نهاية الدراسات، أقل كلفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News