الجزائر غاضبة من “تقرير مصير القبائل” وتتهم الرباط ب”المجازفة”

يبدو أن حديث ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، عن حق “شعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، في تقرير المصير”، أوجع حكام قصر المرادية إلى حد بعيد، وهو ما بدا واضحا في بيان أصدرته خارجية الجزائر اليوم الجمعة اعتبر حديث السفير المغربي “حادثا خطيرا” يستوجب توضحيات، و”مؤامرة ضد وحدة الجزائر الترابية” و”اعترافا من المغرب بدعمه لجماعات إرهابية”.

ولم تتقبل وزارة رمطان لعمامرة ، وفق ما جاء في البيان، اعتبار عمر هلال أن شعب القبائل يتعرض “لأطول احتلال أجنبي”، واصفة حديث هلال بالتصرف “المجازف واللامسؤول والمناور، الذي يعد جزءا من محاولة قصيرة النظر واختزالية وغير مجدية (..) ومؤامرة تحاك ضد وحدة الأمة الجزائرية”.

ووصل البيان الجزائري حد اتهام المغرب بتمويل جماعات إرهابية داخل الجزائر، حين اعتبر أن كلام هلال “يشكل اعترافًا بالذنب بخصوص الدعم المغربي متعدد الأوجه الذي يقدم حاليًا لجماعة إرهابية معروفة، كما كان الحال مع دعم الجماعات الإرهابية التي تسببت في إراقة دماء الجزائريين خلال العشرية السوداء. ”

واعتبرت الخارجية الجزائرية  بأن “هذا التصريح يتعارض بصفة مباشرة مع المبادئ والاتفاقيات التي تهيكل وتلهم العلاقات الجزائرية المغربية، فضلا عن كونه يتعارض بصفة صارخة مع القانون الدولي والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي”، مطالبة “بتوضيح للموقف الرسمي والنهائي للمملكة المغربية بشأن هذا الحادث الخطير”.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج إن وثيقة هلال الموزعة على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس محتواها “دعما ظاهرا وصريحا” للمغرب لما تزعم بأنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”.

وانتقد الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة ازدواجية معايير الجزائر بين ادعاء مساندة تقرير مصير في جانب وإنكاره في جانب آخر، مسجلا “إنكار الجزائر لهذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي”.

وفي مذكرة ردا على اختيار وزير خارجية الجزائر أن يضع قضية الصحراء المغربية على طاولة النقاش دون أن تكون مبرمجة ضمن جدول أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز وبغرض “الاستفزاز” فقط، زاد هلال “تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير”.