فن

رفض على الشبكات ومتابعة في البيوت..هل تقسم الأعمال الرمضانية المغاربة؟

رفض على الشبكات ومتابعة في البيوت..هل تقسم الأعمال الرمضانية المغاربة؟

في وقت تضج فيه مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والمؤاخذات على الأعمال الرمضانية المعروضة على القنوات المحلية، تظهر أرقام قياس نسب المشاهدة أن هذه الأعمال تحظى في عمومها بإقبال واسع وتحقق مشاهدات عالية تصل -بشكل تراكمي- إلى عشرات الملايين، كما تحوز مراتب متقدمة في “الطوندونس” المغربي بشبكات التواصل.

ورغم سيل الانتقادات التي تطال حلقات الكاميرا الخفية “مشيتي فيها” التي تصل موسمها السابع هذا العام وتبث خلال فترة الإفطار، فقد فاق عدد مشاهديها في أول أيّام رمضان 10 ملايين مشاهد وفق أرقام كشفتها القناة الثانية.

القناة نفسها كشفت أن 9 ملايين و647 ألف شخص تابعوا الحلقة الأولى من سلسلة “زنقة السعادة” الأحد المنصرم ، مؤكدة أنها استطاعت عبر برامجها ورغم الانتقادات حيازة 54.5 في المائة من نسبة المشاهدة في وقت الذروة خلال اليوم الأول من الشهر الفضيل ،مقابل 45.5 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

وحققت القناتان الوطنيتان الأولى والثانية معا أمس الأحد 3 أبريل 2022 نسبة مشاهدة في وقت الذروة قدرت بحوالي 70 في المائة، مراكمتين ملايين المشاهدات. لكن المشهد بشبكات التواصل الاجتماعي يطرح مفارقة أمام هذه الأرقام بما يحتضنه من انتقادات لاذعة لها.

الناقد السينمائي والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري، يفسر هذه المفارقة بكون إحصائيات نسب المشاهدة  لا تعكس فعلا رغبات الجمهور.

فالكاميرا الخفية مثلا، يوضح الجوهري، “تعرض في وقت الذروة ونعلم أن معظم المغاربة يفتحون إحدى القناتين وقت الإفطار دون متابعتهما بالضرورة، زيادة على أن متابعة المتفرج للمادة التلفزيونية لا تعني أنه راض عنها”.

ويتابع الناقد والمخرج المغربي، في تصريح لجريدة مدار21، أنه في حال ما تم عرض الكاميرا الخفية في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلا لن تحقق أي نسبة مشاهدة وازنة، ولو جرى عرض أي عمل في وقت الإفطار سيحقق المشاهدة نفسها.

وفسر الجوهري الانتقادات التي تقابل بها الأعمال الرمضانية بكون هذه الإنتاجات تخضع لمجموعة من المتطلبات من بينها متطلبات المستشهرين، الذين يفرضون نوعية معينة من الأعمال وخاصة منها الفكاهية.

وأضاف: “للفكاهة شروطها المعروفة، فهي لا يمكن أن تخرج عن ثلاث أساسيات، تتمثل في السياسة والدين والجنس، ونحن في المغرب لا يمكننا تناول مثل هاته المواضيع، وبالتالي تبقى السلسلات الكوميدية في المغرب، والعالم العربي، قاصرة في تحقيق شروط الضحك والإضحاك، وهذا  ما يفسر عدم تحقيق أي سيتكوم النجاح المبتغى في المغرب”.

وأرجع الجوهري فشل السيتكومات في المغرب إلى غياب السيناريوهات الجيدة الشجاعة مما ينتج أعمالا تدور في حلقة مفرغة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان يستوجب على السيناريست كتابة السيتكوم والبحث عن منتج لعمله، أصبح المنتج هو من يبحث عن سيناريوهات خفيفة تتلاءم مع تطلعاته الإنتاجية.

وأشار المختص في المجال السينمائي إلى أن كتابة السيناريو تتطلب الكثير من الوقت، متسائلا “كيف يمكن لكاتب واحد أن يكتب خمسة أعمال في السنة، وفي الوقت نفسه يمثل في العمل”، مؤكدا أنه “لا يمكن، منطقيا، أن يكتب السيناريست المتخصص أكثر من سيناريو واحد في السنة”.

بالمقابل، نوّه الجوهري ببداية المسلسلات الدرامية، التي تتفوق عادة على السلسلات الكوميدية، من بينها “بيا ولا بك” و”مول المليح”، و”المكتوب”، إلا أنه لا يمكن الآن الحكم على نجاحها إلا بعد مرور على الأقل عشر حلقات”. كخلاصة بالنسبة له: “أن معظم السلسلات الكوميدية التي تعرض، انطلاقا من حلقاتها الأولى، فاشلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News