سياسة

ماء العينين: قرار التشطيب على العدالة والتنمية اتخذ قبل الانتخابات

ماء العينين: قرار التشطيب على العدالة والتنمية اتخذ قبل الانتخابات

قالت البرلمانية السابقة والقيادية بحزب العدالة والتنمية، آمينة ماء العينين، إنها “كانت من أكثر الناس تشاؤما بنتائج العدالة والتنمية قبل انتخابات الثامن من شتنبر الماضي، وإنها كانت تتوقع ألا يتجاوز عدد المقاعد التي يمكن أن يحصل عليها الحزب في هذه الاستحقاقات 40 مقعدا في حين كان بعض قادة الحزب يرون في ذلك تشاؤما مبالغا فيه.

وأوضحت ماء العينين، ضمن حوار ببرنامج “مع يوسف بلهيسي”، سيبث مساء اليوم السبت على قناة جريدتكم “مدار21″ ومختلف منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها استندت في هذه التوقعات المتشائمة على قراءة شخصية انطلاقا من واقع الحزب و”بناء على المسار الذي كان يتخذه الحزب والذي لم يكن يعجبني وما زالت نتائج التعبير عن ذلك أوؤدي ثمنها إلى الآن”.

وأكدت عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية،  أن ما أسمته بـ”قرار التشطيب” على البيجدي من السياسية اتخذ قبل الانتخابات، وأن “كل شي فعل من أجل أن نصل إلى هذه النتائج غير المفهومة، ابتداء من القوانين الانتخابية التي أخطأ الحزب في القبول بها”.

وسجلت ماء العينين أن هذا القرار اتخذ من طرف من كانوا دائما يتدخلون في العملية الانتخابية، قبل أن تستطرد، “لكن كان واضحا بالنسبة لي وبالنسبة للمتابعين السياسيين أن القرار كان هو التشطيب على العدالة والتنمية، لكي لا يبقى في أي مؤسسة سواء على المستوى البرلمان أو الجهات أو الجماعات”.

وأشارت إلى أنه تم في هذا الصدد “الاستفادة من الأخطاء التي ارتكبت في محاولة إسقاط الحزب سنة 2016، فضلا عن استغلال الإشكالات الداخلية والأخطاء التي ارتكبها العدالة والتنمية، وتراجع كتلته الانتخابية، وهي كلها أسباب إلى جانب عوامل خارجية، ساعدت في الوصول إلى هذه النتيجة لكن القرار كان متخذا من ذي قبل”.

وأفادت ماء العينين بأن العدالة والتنمية كان يتوقع تراجع نتائجه “بحيث لم يكن أكثر المتفائلين ينتظر أن يحصل الحزب على المرتبة الأولى أو حتى الثانية، لكن أن يسقط الحزب بهذه الطريقة، فإن ذلك يثير أكثر من علامة استفهام، لاسيما أن تدبير العدالة والتنمية لعدد من الجماعات الترابية كان ناجحا وجيدا”، مضيفة أنه “كان واضحا أن الحزب يتجه توجها لن يحقق النتائج المرجوة سواء في علاقاته بالمواطن أو على مستوى توازناته السياسي على مختلف الأصعدة”.

واعتبرت ماء العينين أن النتائج التي أعلن عنها ليلة الثامن من شتنبر الماضي “ليست هي النتائج الحقيقية التي يستحقها حزب العدالة والتنمية، مهما كانت الأخطاء الذاتية التي ارتكبها الحزب ومهما بلغ مستوى الإنهاك الذي وصل إليه بعد ولايتين حكوميتن”. وشددت على إقتناعها التام أن النتائج التي حصل عليها حزبها والتي وضعته في المرتبة الثامنة، لا تعكس قوة وأداء ووزن الحزب السياسي.

وتابعت: “قد يتراجع الحزب وهذا كانت منتظرا، لكن إلى حدود اللحظة لا أحد يمكن أن يؤكد أن هذه الانتخابات تعكس الإدارة الشعبية”، لأنه في “منطق قراءة تجارب الأحزاب السياسية لا يمكن للحزب الأول الذي كان يدبر الشأن العام، فجأة أن يسقط إلى المركز الثامن، في حين الشركاء الذين كانوا معه في الحكومة يصعدون إلى المرتبة الأولى بشكل لافت”.

وأكدت ماء العينين، أن العدالة والتنمية، وعبر مساره لم يكن ينظر بعين الرضا لنتائج الانتخابات، حتى وهو يحصل على الرتبة الأولى في سنة 2016، بحيث كان الحزب يقول بأن الانتخابات “لم تكن تجري في ظروف شفافة ونزيهة يتطلبها المناخ الديمقراطي الطبيعي بسبب ممارسات كبيرة تمس بنزاهتها”.

واسترسلت: “ومع ذلك كان هناك صمود كبير من طرف قواعد العدالة والتنمية والمواطنين الآخرين، الذين غاضهم الاستهداف الذي تعرض له البيجدي خلال ما عرف بـ”مسيرة ولد زروال” وكل ما كان يُحضر له من أجل أن يحصل الأصالة والمعاصرة على المركز الأول”.

واعتبرت أن “الذي أحْدث الفارق حينها في نتائج الانتخابات، هو الصمود الذي أثبتته القاعدة الصلبة لأعضاء الحزب وباقي المواطنين، مشيرة “إلى أن الحزب كان دائما ُينبه إلى استعمال المال بشكل مفرط في الانتخابات وعدم حياد السلطة ومحاولة التحكم المسبق في نتائج الانتخابات”.

وقالت إنه “سيكون من الحيف أن نتحدث اليوم عن تقييم حصيلة العدالة والتنمية خلال 10 سنوات، بحيث أن حصيلة خمس سنوات الأولى عُرضت على محك الانتخابات وتم تقييمها شعبيا عبر من خلالها  المغاربة عن ثقتهم من جديد في الحزب عبر تبوئه مركز الصدارة للمرة الثانية على التوالي خلال انتخابات 2016”.

وقالت القيادية في العدالة والتنمية، إنه في “الوقت الذي فشل فيه منتخبو “البجيدي” في الحصول على مقاعد بالبرلمان والجماعات، حملت الانتخابات الأخيرة “وجوها نكرة” ومالين الشكارة” وأصحاب السوابق والمتابعين في جرائم الأموال.

وخلصت ماء العينين، إلى أنه بالرغم مما جرى، لم تفكر أبدا في تغيير انتماءها من العدالة والتنمية، لأنها ترى بأن “البيجدي” هو “أحسن حزب يمكن الانتماء  إليه ولا زالت مقتنعة أنه الأفضل في الأحزاب الموجودة”، وكشفت في السياق ذاته، أنها رفضت عروضا تلقتها من أجل الالتحاق بأحزاب قبيل الانتخابات الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News