موديرنا: إذا هزم “الرسول” كوفيد سنستعمله ضد السيدا والسرطان

تترقب شركة صناعة الأدوية الأمريكية “موديرنا” النتائج النهائية التي ستؤول إليها مواجهة كوفيد-19 بلقاحاتها المطورة بتقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول ( mRNA) تحضيرا لاستعمالها في معارك فيروسية ومرضية أخرى مثل السيدا وفيروس زيكا ونيباه والإنفلونزا والسرطان وبعض التشوهات الوراثية.

المدير التنفيذي للشركة، ستيفان بانسل، يرى أن لقاح كوفيد ليس إلا البداية في مسار طويل “سيحدث ثورة بسوق اللقاحات”. ويعد بانسل بثورة في عالم الصناعة الدوائية ستقودها تقنية الحمض الريبوزي الرسول، “التي إن أثبتت فعاليتها ستنتج لقاحات لمعظم الأمراض من أمراض القلب إلى السرطان وصولا لبعض الأمراض الوراثية النادرة”، تقول “بلومبيرغ” ناقلة آراء بانسل في تحليل اقتصادي أصدرته حول آفاق الشركة المستقبلية.

وتُجري موديرنا حاليا ، وفقا لـ”بلومبيرغ”، اختبارات على عقارات لعلاج الفئات الثلاث من الأمراض (القلب والسرطان والأمراض الوراثية)، ويرى بانسل أن شركته تمتلك ما يكفي من الإمكانات لتصير مُصنّع اللقاحات الرئيس، والشاهد على ذلك تطويرها لقاحات لفيروسات حديثة نسبيا مثل نيباه وزيكا إلى جانب اشتغالها على لقاحات لأمراض مستعصية مثل السيدا.

ولدى الشركة حاليا لقاحات ل10 فيروسات، بعضها في طور التجارب السريرية على البشر وبعضها الآخر قريب من دخولها. ومن بين هذه اللقاحات 3 أنواع من اللقاحات  المحفزة للذاكرة المناعية ضد كوفيد، ولقاح خاص بالإنلفونزا الموسمية بدأت الشركة تجرّبه على البشر في يوليوز الجاري، ولقاحات ضد مرض فقدان المناعة المكتسبة ستبدأ دراستها في وقت لاحق من هذا العام.

كما تشتغل الشركة على لقاحات مضادة  “للفيروس المُضَخِّم للخَلايا” (cytomegalovirus)  والذي ستبدأ الشركة في تجريبه على النساء في سن الحمل نهاية العام أيضا.

وعلى المدى البعيد، تقول “بلومبيرغ”، الصحيفة الأمريكية المختصة في الاقتصاد والأعمال، تسعى موديرنا إلى تطوير لقاح شامل وواحد يقضي على عدة أمراض تنفسية (ضمنها كوفيد والإنفلونزا) في حقنة واحدة.

وتتبعت الصحيفة الأمريكية مسار موديرنا من شركة شبه مغمورة إلى شركة واعدة باتت قيمتها السوقية تقارب حاليا من 100 مليار دولار، ويتوقع أن توزع حوالي مليار جرعة لقاح هذا العام ستدر عليها أرباحا تصل إلى 19 مليار دولار.