الطوزي: كورونا أظهرت “قفوزية” الدولة المغربية وأنجبت مفهوم “الدولة الحامية”

قال محمد الطوزي، المفكر والأكاديمي المغربي وعضو لجنة النموذج التنموي، إن جائحة “كوفيد19″، أفرزت تحولات عميقة في علاقة المجتمع بالدولة، ما أسهم في ولادة نظرية “الدولة الحامية”.

الطوزي، وفي لقاء نظمته اليوم الأربعاء مؤسسة الفقيه التطواني بعنوان “السياسة بصيغة أخرى”، أكد أن “كل باحث في علم الاجتماع لا يراقب اللحظة بل يحتاج إلى مسافة للتفكر والبحث والزمن الطويل”، لافتا إلى أن “التغيير حاصل ويفرز عدة إكراهات على مستوى المجتمع وأساليب التدبير السياسي والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والمُتخيّل الذي يؤثت شعار أحبك يا وطني، ذلك أنه ليس هناك اتفاق على معني وطني، ويوجد اتفاق من مقاربة أنثروبولوجية، فيما يتعلق بالحب الواحد والمحبوب الواحد”.

ويرى الأستاذ الجامعي أن كورونا سرّعت في تحقق تحوّلات مهمة طارئة على العلاقة بين الدولة والمجتمع وهو ما توضحه كل الأزمات حتى الأزمة الحالية التي “ستفرز عدة انعكاسات على مستوى المغرب، وأفرزت تحولات في علاقات المجتمع والدولة”.

وأبرز المتحدث أن الجائحة “أخرجت نظرية الدولة الحاضنة والحامية للمجتمع وأفرزت هذا الطلب المجتمعي والإجابة عنه بآليات تاريخية لدى الدولة المغربية التي تتسم على العموم بما يسمى بـ’القفوزية’ والتحرك بسرعة لمواجهة بعض الأزمات مقارنة مع فرنسا التي تباطأت في التعامل مع المرحلة فيما في مارس 2020 تفاعلت الدولة المغربية بزعامة واضحة وآليات وفق إمكانياتها ووفرت الكمامات، وغيرها إلى جانب استعمال التقنيات الرقمية”.

بالمقابل، أورد الطوزي أن ظواهر سلبية ظهرت خلال الجائحة سمّتها “الدولة القديمة المتآكلة” وذلك في بعض المجالات  التي أفرزت سلبيات عاشوها المغاربة وقتها مثل السياسية التواصلية أو تمرير القرارات أو الحجر الكلي دون سبب وهذا يجعل أن تطرح إشكالية التدبير السياسية بكل مقوماته مطالب تدبير بصيغة أخرى ومراعاة التغيرات المهمة.

وعلى مستوى القيم الأساسية التي حركت المغرب، سجّل الطوزي، بروز ظاهرة ما يسمى بـ “الفردانية التي أصبحت تطغى على المجتمع، وكذا طغيان التدبير بالأحاسيس، والضغط  على الرأي العام الذي لم يعد رأي عام واصبح مشتتا بين المؤثرين والمجتمع المدني والصحافي وغيره” على حد تعبير المفكر الذي وجه دعوة للتفكير والتفكر بطريقة هادئة ومسؤولة، كونه مهم جدا على المستوى النظري والاجرائي للمرحلة المقبلة.