تحليل: ضغوط المغرب تغيّر سياسة مدريد الاقتصادية بسبتة ومليلية
اعتبر موقع “وورلد بوليتكس ريفيو” المختص في تحليل الشؤون الدولية أن التوترات السياسية بين إسبانيا والمغرب المستمرة منذ أزيد من عام وما صاحبها من قرارات مغربية “أضرّت باقتصاد سبتة ومليلية”، بدأت تدفع مدريد إلى التفكير في نموذج اقتصادي جديد للمدينتين اللتان تنتفعان بشكل كبير من التهريب المعيشي مع المغرب.
وقال الموقع الأمريكي، في تحليل يرصد آثار إغلاق الحدود البريّة على اقتصاد الجيبين السليبين، إن غياب أي إشارات واضحة حول تاريخ فتح الحدود البرية دفع صناع القرار بإسبانيا إلى التفكير بجدية في مراجعة النموذج الاقتصادي الحالي الذي يجعل سبتة ومليلية تعتمدان على المغرب وتصيران من ثم رهينتان بالتقلبات السياسية.
وأبرز في هذا السياق توجها متناميا بمدريد لبناء صلات أقوى بين المدينتين والداخل الأوربي بحثا عن “إضعاف قدرة المغرب على استعمالهما كورقة للضغط الدبلوماسي”.
ومن بين المقترحات الموضوعة على طاولة النقاش بإسبانيا، حسب الموقع المتخصص بالعلاقات الدولية، “ضخ الاستثمارات العمومية في بعض القطاعات مثل البنيات التحتية المينائية والسياحة والقمار الرقمي وتمويل شبكات المواصلات مع أوربا”، إضافة إلى “بعض المقترحات الأكثر جذرية من قبيل ضم المدينتين إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوربي ووقف العمل بالإعفاء من تأشيرة “شينغن” بالنسبة للمقيمين بالناظور وتطوان”.
وفي حال ضم المدينتين المحتلتين للاتحاد الجمركي ، يشرح الموقع، سيعني ذلك رفع الضرائب للانسجام مع القوانين الأوربية ومن ثم رفع أسعار السلع ما سيؤدي إلى إضعاف أو القضاء على الامتياز الضريبي الذي يستفيد منه الاقتصاد غير المهيكل (التهريب المعيشي).
وبخصوص التوجه لوقف إعفاءات تأشيرة شينغن، فذلك سيغير، يواصل الموقع تحليله، “بشكل كبير النموذج الاقتصادي للمدينتين اللتان تعتمدان على سهولة عبور الحدود من وإلى المغرب، كما ستؤدي إلى ارتباك اجتماعي بالنظر إلى الروابط الأسرية العابرة للحدود”.
واستبعد “وورلد بوليتيكس ريفيو”، استنادا إلى آراء خبراء إسبان، الإقدام على مثل هذه الخطوات “الجذرية”، متوقعا بالمقابل التوجه إلى وضع حد للتهريب المعيشي والتركيز على جلب استثمارات أكبر من إسبانيا والاتحاد الأوربي حتى في ظل تحسن العلاقات بين الرباط ومدريد.
