سياسة

الأشعري: لا يهم من سيقود الحزب الأهم ما سيواجه به الفكر والسلطة الوحيدة

الأشعري: لا يهم من سيقود الحزب الأهم ما سيواجه به الفكر والسلطة الوحيدة

يرى محمد الأشعري، رئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أن من سيتولى قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد المؤتمر الوطني الـ11 المقررة نهاية يناير الجاري غير مهم بقدر أهمية ما سيقترحه الحزب لمواجهة الفكر والسلطة الوحيدة، وما سيبتكره من وسائل ليستعيد اليسار المبادرة مشددا على أن ضعف المعارضة ووقى الدفاع عن الحقوق والحريات سيخل بتوازن المغرب.

وقال الأشعري خلال لقاء نظمته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، اليوم السبت، إحياء للذكرى الـ30 على وفاة قائد الحزب عبد الرحيم بوعبيد، وناقش موضوع “أي مشروع لمستقبل الإتحاد الإشتراكي؟”، إن الأهم من التساؤل عما سيكون عليه الاتحاد غدا وعمّن سيكون فيه، هو تساؤل عما سيفعله، وعما سيقترحه على المجتمع المغربي لمواجهة الفكر الوحيد والسلطة الوحيدة، وعما سيبتكره من وسائل نضالية يستعيد بها اليسار زمام المبادرة، ويخوض بها معارك ملموسة مع الناس ومن أجله”، مضيفا “الأهم، ما سيُبدعه الاتحاد من أفكار شجاعة لتجديد المشروع الاشتراكي، ولإقناع الشعب المغربي بأن بناء ديمقراطية حقيقية أمر ممكن، وبأن تفادي التجارب المكرورة أمر ضروري وبأن الخروج من فخ الديمقراطية التقريبية والتراجعات التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد مسألة لا غنى عنها لإنقاذ ما سمته بعد الأدبيات السياسية عندنا بالاستثناء المغربي”.

وأكد وزير الثقافة سابقا في معرض حديثه ضرورة “استعادة المصداقية للعمل السياسي والحزبي وللمؤسسات المنتخبة، وهذه هي القاعدة الأساسية في كل بناء ديمقراطية والتي تدنى رصيدها من الثقة حسب بعض المراصد إلى أقل من 20 بالمئة، أي في أسفل الترتيب لسلم المصداقية”.

وشدّد رئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد على أن التفكير في اتحاد اشتراكي “قوي ومقنِع فإن ذلك ليس من قبيل الحرص على تنساق الخريطة التي تبدو مختلة بسبب ضعف الاتحاد واليسار عموما، ولكننا لأننا مقتنعون أن توازن البلاد سيختل إذا ضعفت فيه قوى المعارضة وقوى الدفاع عن الحريات والديمقراطية، قوى البدائل السياسية والاقتصادية والثقافية التي بدونها لا يمكن للمؤسسات أن تعيش ولا للديمقراطية أن تتنفس، ولا للمجتمع أن ينتج الأمل والثقة في النفس”.

وأوضح المتحدث ذاته أن التساؤل عن المشروع المستقبلي لحزب “الوردة” يرجع بالأساس إلى “أن هناك هوية مفقودة في الخريطة السياسية لمغرب اليوم، تلك الهوية المنبثقة من أعماق الحركة الوطنية، ونسجت شرعيتها الشعبية من كونها ظلت لعقود معقلا لمقاومة الاستفراد بالحكم، ومزرعة حيوية للأفكار الجديدة، ولأجيال متلاحقة من المناضلين، وفعلت ذلك وهي تعتبر هويتها الإيديولوجية والسياسية المبرر الأساسي لوجودها، لذلك، فإن كل تفريط في هذه الهوية وفي هذه القيم هو نوع من التدمير الذاتي الذي لا يقبله عقل”.

وتساءل الأشعري “هل يحتاج الاتحاد فقط إلى أن يعود لأساسياته ليصبح قوة مؤثرة ومنتجة؟”، قبل أن يجيب بألا “أحد يطلب من الاتحاد أن ينفي نفسه في الماضي، بل أن يستعيد هويته وقيمه وأن يخلق بها أساسيات المستقبل، الشيء الذي يستلزم القيام بنقد عميق لتجربة الاتحاد دونما تبخيس لمنجزاته ودونما أسطرة تجعل اسمه أضخم من مضمونه”.

وأكد المتحدث ضرورة القيام “بنقد يستدعي لحظات القوة والضعف ويطرح سؤال التعثر الديمقراطي: لماذا مرننا من فكرة الديمقراطية أهم من المقاعد إلى فكرة المقاعد أهم من الديمقراطية؟ لماذا استبدلنا النضال من أجل الديمقراطية إلى التهافت من أجل المكاسب التي تمنحها الديمقراطية، لماذا فشلنا في قيادة مرحلة انتقالية حقيقية.”

ودعا الأشعري الاتحاد الاشتراكي إلى استعادة هويته المفقودة من أجل العودة إلى مكانه الطبيعي داخل المنظومة السياسية الوطنية والمجتمع المغربي باعتباره صوت من لا صوت لهم، وقال بهذا الصدد “الحركات الأصيلة لا تنشأ فقط بقرار يتخذه هذا الشخص أو ذاك، بل من لقاء تاريخي بين فكر ثوري، كما يقول عبد الرحيم بوعبيد، وبين حاجة الشعب إلى تعبير سياسي يحقق مطامحه وينتصر لأحلامه”، مؤكدا أن “علينا أنت نتحلى بأكبر قدر من التواضع لنعتبر أن المجتمع لن ينتظرنا لنمنحه التعبير السياسي الأكثر ملاءمة لتطلعاته وحاجياته، لإنه قادر بذكائه الجماعي وبطاقاته الخلّاقة على ابتكاره، ويقتضي الوفاء لتاريخنا والإيمان بمبادئنا وقيمنا أن نكون في قلب هذه اللحظة وليس خارجها”.

وذكّر المتحدث ذاته بأن مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد لا تنوب عن الاتحاديين “لا في التشخيص ولا في رسم البدائل الممكنة، ولكننا كمؤسسة فكرية مرتبطة بذاكرة عبد الرحيم بوعبيد، وبتراثه الثقافي والسياسي والأخلاقي، لا يمكن باسم حياد مفتعل أن نعفي أنفسنا فكريا وسياسيا من الاهتمام، مثل كل المغاربة، بمآل الاتحاد وبتحولاته المقبلة، لأن هذه الحركة ليست ملك أحد، إذا ربحناها قوة متماسكة ذات هوية واضحة وكفاءة ومصداقية فإننا نربحها للمغرب وإذا خسرناها خسرناها للمغرب”.

وأضاف أن الممارسة النقدية من صميم عمل المؤسسة، وقامت به تجاه كل التجارب والمبادرات قبل التناوب وبعده، وفي كل ما يتعلق بقضايانا الوطنية سواء على مستوى السياسة العامة أو الحياة الحزبية بكل تعبيراتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News