رسميا.. انتخاب ادريس لشكر كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي بأغلبية مطلقة

كما كان متوقعا، تم قبل قليل، من ليلة الجمعة/السبت، بمدينة بوزنيقة انتخاب ادريس لشكر، كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالأغلبية المطلقة ومعارضة 26 صوتا.
وجاء هذا بعدما عبّر المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي، المنعقد ببوزنيقة أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري، تحت شعار “مغرب صاعد: اقتصادياً، اجتماعياً، وسياسياً”، عن دعمه لمقترح المجلس الوطني للحزب القاضي بتمديد ولاية الكاتب الأول إدريس لشكر، لقيادة الحزب خلال المرحلة التنظيمية والسياسية المقبلة، بالأغلبية مع معارضة صوت واحد للتمديد.
وكشفت مصادر جريدة “مدار21” أن هذا الموقف جاء تتويجاً للنقاشات التي شهدتها جلسات المؤتمر، والتي أكدت في مجملها على “الاعتزاز بالمكاسب التنظيمية والسياسية التي حققها الحزب في عهد الكاتب الأول”، وعلى “ضرورة ضمان الاستمرارية في مسار الإصلاح والتحديث”.
وبذلك يكون المؤتمر الوطني الثاني عشر قد صادق ضمنياً على توصية المجلس الوطني بتمديد ولاية إدريس لشكر، في أفق التحضير للاستحقاقات السياسية المقبلة، وتحصين المكتسبات التي راكمها الحزب خلال العقد الأخير، وفق المصدر نفسه.
وجاء تمديد ولاية ادريس لشكر استنادا إلى المادة 217 التي تنص على أنه يمكن استثناءً عن مقتضيات المواد 9، 64، 92 و114 من هذا النظام الأساسي، التجديد في الجهاز الذي انتهت مدة الانتدابات المسموح بها، لمدة انتدابية جديدة، إذا اقتضت ذلك المصلحة العليا للهيئة. ويحدد القانون الداخلي شروط وكيفيات إعمال هذا الاستثناء.
ونوّه المصدر ذاته بما اعتبره أجواء ديمقراطية ووحدوية طبعت أشغال المؤتمر، وبالانخراط الواسع للاتحاديات والاتحاديين في مناقشة التقارير والمقررات التنظيمية والسياسية، مما يعكس حيوية الحزب وقدرته على تجديد ذاته في إطار الوفاء لقيمه التقدمية والديمقراطية.

وانطلقت، مساء الجمعة بمدينة بوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحضور عدد من القيادات الحزبية والنقابية البارزة، خاصة أعضاء من الأغلبية الحكومية، مع غياب لافت لحزب العدالة والتنمية.
وتقدم حضور الجلسة الافتتاحية كل من رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، إلى جانب القيادي في حزب الأحرار ووزير العدل الأسبق، محمد أوجار.
وحضر انطلاق أشغال المؤتمر فاطمة الزهراء المنصوري منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعضو حزب “البام” ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، إلى جانب الأمين العام لحزب الاستقلال وزير التجهيز والماء نزار بركة، والقيادي القيادي الاستقلالي وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي عبد الجبار الراشيدي.
كما شارك في افتتاح المؤتمر كل من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، والأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد عبد الرحيم العسري، إلى النائبة البرلمانية نبيلة منيب، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، إلى جانب الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، محمد جودار، والأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي مخاريق.

وشهدت الجلسة أيضا حضور النعم ميارة، رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وسفير دولة فلسطين بالمغرب، وعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والنقابية من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
وغابت عن أشغال الجلسة الافتتاحية أي تمثيلية لحزب العدالة والتنمية الذي تربطه خلافات كبيرة مع الاتحاد الاشتراكي رغم اصطفافهما في المعارضة.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر، الذي اختير له شعار “مغرب صاعد.. اقتصاديا.. اجتماعيا.. مؤسساتيا”، في سياق سياسي خاص، يسعى من خلاله حزب الاتحاد الاشتراكي إلى تجديد هياكله التنظيمية ومناقشة توجهاته المستقبلية، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وسط ترقب كبير لتمديد ولاية الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر.