سياسة

بركة: لاءات الخطاب الملكي حاسمة وفخورون بانتماء ممثلي الأقاليم الجنوبية لحزبنا

بركة: لاءات الخطاب الملكي حاسمة وفخورون بانتماء ممثلي الأقاليم الجنوبية لحزبنا

وجّه حزب الاستقلال خطابا شديد اللهجة للنظام الجزائري وخصوم الوحدة الترابية للمملكة ومن يدور في فلكهم، يقلّل فيه من شأن مناوراتهم واستفزازاتهم ومؤامراتهم المغرضة التي تُحاكُ ضد المملكة، مشددا على أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لن يكون الأوّل والأخير كما أن الدينامية الإيجابية التي تعرفها القضية الوطنية لا يمكن توقيفها.

وجاء ذلك على لسان الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، في عرضه السياسي على هامش افتتاح أشغال دورة المجلس الوطني للحزب، التي تأتي في أفق انطلاق التحضير للمؤتمر العام الثامن عشر للحزب، والذي ندّد فيه بالمواقف العدائية والتصعيد الدبلوماسي والإعلامي الممنهج ضد المصالح العليا لبلادنا الذي تنهجه الجارة الشرقية في الفترة الأخيرة.

وطالب بركة، النظام الجزائري ومن يدور في فلكه بالكف عن التهجم والتطاول على ثوابت الأمة ورموزها ومقدساتها السيادية والدستورية، والعبث بروابط التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، والتنكُّر لمنطق حسن الجوار وأواصر الأُخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، إنجاحا “للحكمة والتعقل وانتصارا للهدف الأسمى الذي هو التقدم والازدهار والخير والإخاء والتنمية لشعوب المنطقة، في ظل السلم والاستقرار بدل إغراق المنطقة في دوامة التوتر والكراهية والعداء”.

وشدد المتحدث كذلك على أن حزب الاستقلال ظلّ وما يزال مؤمنا بقضية الوحدة الترابية للمملكة، التي يضعها “في مقدمة انشغالاته وأولوياته، بل ومن أبرز القضايا المقدسة الراسخة الحضور في ذاكرة ووعي ووجدان كافة الاستقلاليات والاستقلاليين”، مجددا تأكيد “انخراطه في صدارة التعبئة الوطنية وتجنّده الدائم وراء الملك والذَّود بلا هوادة عن مصالحه الحيوية والاستراتيجية، ويدعو إلى جبهة داخلية قوية ومتماسكة ودبلوماسية موازية قوية وناجعة، والتأهب المتواصل للترافع عن القضية الوطنية في مختلف المنابر والمحافل الدولية الرسمية والحزبية لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن والتصدي للمتربصين بالوحدة الترابية للمملكة.”

وتابع بركة بالقول: “لا يخامرنا شك في أن قضية وحدتنا الترابية الموسومة بالقداسة لدى كل المغاربة، قد عرفت نقلة نوعية بل ودخلت منعرجا حاسما بفضل ما جسّده الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء والقرار الأممي والإنجازات الدبلوماسية بأقاليمنا الجنوبية وفي مقدمتها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفتح العديد من الدول الشقيقة والصديقة لقنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة، كل ذلك جسّد تحولا استراتيجيا في مقاربة التعامل مع قضيتنا الوطنية”.

وعرّج المتحدث على الخطاب الملكي الأخير الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، مشيرا إلى أنه “أطّر هذا التحوّل وعمِل على ترسيخ المحددات والثوابت الواجب مراعاتها في التعامل مع قضية الوحدة الترابية للمملكة، وذلك من خلال إشهاره للّاءات الحاسمة، وهي لا جدال حول الحقيقة الثابتة لمغربية الصحراء، لا تفاوض حول مغربية الصحراء، وإنما التفاوض من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، لا نقاش بعد اليوم إلا على قاعدة العرض الوحيد المطروح فوق طاولة المفاوضات، المبني على مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، الموصوفة أمميا بالجدية والمصداقية والواقعية، لا شراكات اقتصادية أو تجارية مستقبلية مع أي كان دون إدراجِ كاملِ الترابِ الوطني ضمنَها.”

وأكد بركة أن حزب الاستقلال لا يسعه إلا أن يعبّر عن اعتزازه “بكون أغلب هؤلاء المنتخبين الممثلين لساكنة هذه الأقاليم العزيزة(في انتخابات 8 شتنبر الماضي)، ينتمون إلى حزبنا، ومن بينهم رئيسا جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، الأخوين حمدي ولد الرشيد وينجا الخطاط”، مشيرا إلى تطلعه لكي “يكون تعيين رئيس جديد لبعثة المينورسو بالصحراء المغربية، وتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة في شخص دي ميستورا، منعرجا حاسما لتسوية هذا النزاع المفتعل”.

وسجل الأمين العام لحزب الميزان كذلك “بكل اعتزاز، الرؤية المتبصرة والحكيمة للملك لاستتباب السلم والاستقرار والنماء بالمنطقة المغاربية، ومتمنياته لشعوبها بالرقي والازدهار في ظل الوحدة والاستقرار”.

وزاد المسؤول الحزبي بالقول “لم يكن التحوّل السياسي الجديد الذي عرفته القضية الوطنية إلا انعكاسا للدينامية الإيجابية التي طبعت مسارها بفضل المكاسب والإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية والاقتصادية، وبفضل نجاعة الاستراتيجية التنموية التي اعتمدتها بلادنا بأقاليمنا الجنوبية، وهو ما شكل قوة دافعة وسندا داعما لقضية وحدتنا الترابية، تُوِّج بالقرار السيادي للولايات المتحدة الأمريكية للاعتراف بمغربية الصحراء، وعززته دبلوماسية القنصليات المطردة، من خلال إقدام العديد من الدول الصديقة والشقيقة على فتح قنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة”.

وفي هذا السياق، سجل حزب الإستقلال بـ”ارتياح ما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021 حول الصحراء المغربية، من تكريس للإيقاع الاعتيادي السنوي في تجديد مهمة المينورسو، ودعوة صريحة لجميع الأطراف بما فيها الجزائر، للانخراط التام والإيجابي في الحوار السياسي وفي مختلف المساعي الأممية بروح من الواقعية والتوافق للدفع بمسلسل التسوية إلى الأمام ولضمان الوصول إلى الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام والمتوافق عليه”.

ومن منظور الحزب، فإن هذه المواصفات الأممية للحل المُرتجى يُجسدُها المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، كما أشاد به مجلس الأمن في قراره، وهي الإشادة التي تعكس بوضوح مدى تطور وعي المجتمع الدولي المتزايد بعدالة قضية وحدتنا الترابية ورجاحة ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية تحت السيادة المغربية باعتباره الخيار الجِدِّي والواقعي لهذا النزاع المفتعل، وهو ما أكد عليه البيان المشترك الصادر عقب اللقاء الذي جمع يوم الإثنين الماضي في واشنطن بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث جددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل “جاد وذي مصداقية وواقعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News