سياسة

غوتيريش يدعو لتجاوز الجمود في ملف الصحراء وتمديد ولاية المينورسو

غوتيريش يدعو لتجاوز الجمود في ملف الصحراء وتمديد ولاية المينورسو

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره المرفوع إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الصحراء، عن قلقه العميق إزاء الوضع الراهن والظروف الراسخة التي تواصل عرقلة التقدم نحو حل سياسي للنزاع.

وأكد في توصياته، التي اطلعت جريدة “مدار21” الإلكترونية على نسخة منها، على ضرورة تجاوز حالة الجمود الحالية، مع مراعاة الحفاظ على الاستقرار وتعزيز التنمية في المنطقة.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره على ضرورة الانخراط الفوري لجميع الأطراف المعنية لدعم جهود التيسير التي تبذلها الأمم المتحدة، بهدف توجيه العملية نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجميع، وفق قرارات مجلس الأمن المتعاقبة منذ 2018 وحتى 2024.

ولفت الأمين العام إلى مرور نحو خمس سنوات منذ استئناف الأعمال العدائية، مشيراً إلى المخاطر المتزايدة للتصعيد التي تهدد الاستقرار والازدهار في منطقة المغرب العربي الكبير.

وأشار التقرير إلى أن استمرار وجود مينورسو منذ نحو أربعة وثلاثين عاماً يمثل التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، كما يلعب وجود البعثة على الأرض ودورها في المراقبة والتحقيق والتواصل مع الأطراف دوراً مهماً في منع التصعيد ومنع انتشار النزاع على المستوى الإقليمي.

وأكد الأمين العام على أهمية استمرار عمل البعثة وتمويلها الكامل من الدول الأعضاء وفق الموارد المعتمدة من الجمعية العامة، مع توصية بتمديد ولاية مينورسو لسنة إضافية حتى 31 أكتوبر 2026.

وأعرب عن قلقه إزاء تكرار وقوع الحوادث في المناطق المدنية أو قربها، وكذلك بالقرب من مقرات بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) أو في مناطق عملياتها، مؤكداً على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية فوراً وإعادة تثبيت وقف إطلاق النار، مع بذل كل جهد ممكن لضمان أمن وسلامة أفراد البعثة ومواقعها.

وأشار الأمين العام إلى الدور الحيوي للدول المجاورة في تحقيق حل لقضية الصحراء، والذي سيعود بالنفع أيضاً على أمنها وآفاق تنميتها، معرباً عن أسفه لعدم حدوث تحسن ملموس في العلاقات بين الجزائر والمغرب، ومشجعاً الطرفين على تجديد الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي.

وأكد التقرير على التحسن الملحوظ في بيئة عمل مينورسو، بما في ذلك صيانة اللوجستيات وسلسلة الإمداد، داعيا إلى رفع كافة القيود المتبقية لتمكين البعثة من تنفيذ مهامها بشكل كامل، مع التأكيد على ضرورة حرية الحركة دون عوائق وفق قرار مجلس الأمن 275 أو مقرات مينورسو.

كما حث الأمين العام للأمم المتحدة جبهة البوليساريو على رفع القيود المتبقية على البعثة شرق الجدار الرملي، بما في ذلك رحلات الاستطلاع الجوي، واستئناف الاتصالات المنتظمة والحضورية مع قيادة البعثة في رابوني.

وشدد الأمين العام على أهمية استمرار أنشطة إزالة الألغام الإنسانية دون قيود، موضحاً أن هذه العمليات ضرورية لتمكين المراقبين العسكريين من أداء مهام المراقبة بأمان، مع شكره للأطراف على التعاون المستمر مع مينورسو في هذا الصدد.

وحذر التقرير من الوضع الإنساني الصعب في مخيمات تندوف، غرب الجزائر، مشيراً إلى استمرار الاعتماد على المساعدات الإنسانية بعد خمسين عاماً، وعدم توفر فرص الاعتماد على الذات بسبب الظروف المناخية القاسية ونقص التمويل في ظل أزمة التمويل الإنساني العالمية، مما يجعل النساء والأطفال أكثر عرضة لسوء التغذية.

ولفت التقرير إلى استمرار غياب وصول مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى الإقليم، مؤكداً على ضرورة احترام وحماية وتعزيز حقوق الإنسان لجميع السكان، ومعالجة القضايا العالقة، وضمان الوصول إلى العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وزيادة التعاون مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وتسهيل مهام المراقبة المستقلة والموضوعية والشاملة لضمان حماية الجميع.

وأشاد الأمين العام بدعم الدول المساهمة بالقوات لجهود مينورسو في تحقيق التوازن بين الجنسين بين المراقبين العسكريين، مؤكداً أن زيادة مشاركة النساء في حفظ السلام تعزز أداء عمليات الأمم المتحدة وتقوي فعاليتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News