جهويات

احتجاجات عارمة بتاونات بسبب تدهور الصحة والتعليم وأزمة العطش

احتجاجات عارمة بتاونات بسبب تدهور الصحة والتعليم وأزمة العطش

شهد إقليم تاونات، أمس السبت، مسيرة احتجاجية عارمة انطلقت من بلدية تاونات في اتجاه المندوبية الإقليمية للصحة، رفع خلالها المحتجون شعارات تندد بتدهور أوضاع القطاع الصحي بالإقليم، وتطالب بإنهاء ما وصفوه بـ”سياسة التهميش والإقصاء”، وإعادة الكرامة للمواطن التاوناتي.

ويحتج المواطنون بسبب الخدمات المتردية للمستشفى الإقليمي بتاونات، الذي تحول، على حد تعبيرهم، إلى مركز توجيه المرضى إلى مدينة فاس، بالإضافة إلى رفضهم للعطش الذي تعيشه عدد كبير من جماعات الإقليم الذي يتوفر على عدد كبير من السدود ومخزون مائي هائل يوجه إلى باقي المدن.

المحتجون عبروا عن استيائهم من الوضع الصحي المتأزم، حيث قالت إحداهم: “جئنا اليوم نلبي نداء الكرامة من أجل قطاع الصحة في إقليم تاونات، هذا القطاع الذي تعرض للتهميش والإقصاء من طرف المسؤولين عنه”، معتبرة أن هذه المسيرة رسالة إلى وزير الصحة وعامل الإقليم والمندوب الإقليمي للصحة وبرلماني الإقليم ورؤساء الجماعات والمستشارين.

واعتبرت أن “المواطن التاوناتي يصرخ: كفانا تهميشا واستهتارا بهذا الوضع الذي يعيشه قطاع الصحة بالإقليم”، مضيفة أن المواطنين يرفضون سياسة تحويل المرضى إلى مدينة فاس، مشددة على أن المواطن التاوناتي يجب أن يتوفر له العلاج داخل الإقليم، وأن يتم توفير التجهيزات والمعدات والطاقم الطبي وشبه الطبي لضمان حق المواطنين في العلاج.

وقال هشام النية، أحد المشاركين بالاحتجاج، أن مسيرة اليوم هي صرخة احتجاج وشجب للواقع الذي تعيشه الصحة والتعليم بإقليم تاونات إضافة إلى واقع العطش الذي يعانيه أبناء الإقليم، إلى جانب اهتراء البنية التحتية، مؤكدا أن الإقليم غني بثرواته ويختزن 40 في المئة من الثروة المائية الوطنية في حين أن الساكنة لا تتوصل بحقها من الماء.

وأشار النية إلى أن أغلب جماعات الإقليم تعاني من العطش بالرغم من أن الإقليم يتوفر على “سد الوحدة” وهو أكبر سد في المغرب وثاني أكبر سدود القارة الإفريقية، إضافة إلى خمس سدود مائية أخرى، في حين تعاني الساكنة وفلاحة الإقليم وماشيته من العطش.

وشدد على أن واقع الصحة بالإقليم “مفلس”، مضيفا أن العبارة الأكثر تداولا بين المواطنين عند طرق أبواب المستشفيات أو المراكز الصحية بالإقليم هي: “سير الفاس”، في إشارة إلى غياب التجهيزات والمعدات الطبية، وضعف الموارد البشرية، مما يدفع المرضى إلى التنقل إلى فاس طلبا للعلاج. واعتبر أن هذا الواقع “يمثل إفلاسا بنيويا ولوجيستيكيا للمنظومة الصحية بالإقليم، ويمس بكرامة المواطن التوناتي”.

الاحتجاجات لم تقتصر على القطاع الصحي فقط، بل شملت أيضا أوضاع التعليم، حيث سجل المتظاهرون تفاقم الاكتظاظ داخل الأقسام، التي وصل عدد تلاميذها في بعض المؤسسات إلى أكثر من 50 تلميذا، ما جعل الطاقة الاستيعابية للمدارس غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة.

المشاركون في المسيرة وجهوا رسائل مباشرة إلى مختلف المسؤولين المحليين والوطنيين، مطالبين بتدخل عاجل لإنقاذ أوضاع الصحة والتعليم والماء والبنية التحتية في تاونات، واعتبروا وقفتهم “صرخة احتجاج وشجب” ضد ما وصفوه بـ”الاستهتار بحقوق المواطنين”.

ويذكر أن هذه المسيرة ليست الأولى من نوعها بل سبقتها وقفة اجتجاجية منذ أسابيع أمام المستشفى الإقليمي لتاونات، ثم وقفة احتجاجية أمام عمالة الإقليم، مطالبة بحلول جذرية لأزمة الصحة بإقليم تاونات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News