ثقافة

الجيراري: انضمامي للأحرار ليس طمعا أو مصلحة بل لتعزيز صوت الفنانين

الجيراري: انضمامي للأحرار ليس طمعا أو مصلحة بل لتعزيز صوت الفنانين

عبر الممثل المغربي بنعيسى الجيراري عن فخره بالانتماء إلى “أسرة سياسية وحزبية بارزة” وصفها بأنها “عشيرة وطنية”، لافتًا إلى أن قرار انخراطه في حزب التجمع الوطني للأحرار لم يكن مسألة طمع أو مصلحة، بل اختيارًا ينبع من قناعة شخصية وبحث عن فضاء سياسي يتيح التعبير والمساهمة في الشأن العام.

وعاد الجيراري بذاكرته لطفولته وشغفه بالمسرح، وتحدث عن دار ثقافية صغيرة كانت ملاذه في تلك الفترة، وعن النشاطات المسرحية التي كانت تهدف إلى الترفيه عن الأطفال في الحي، بالإضافة إلى تجربته الأولى في مسابقات المسرح التي فاز فيها بالجائزة الأولى.

ووصف الممثل المغربي كيف تحولت تلك “دار الشباب” إلى محور ذكريات مختلطة بين الفرح والصدمة، حينما تغيّرت الأوضاع وأصبحت هناك تهديدات طالت الحراك الثقافي، فنشأ عنده مزيج من الحب للفن والمرارة من التعسف الذي يحيط بمجالات الثقافة.

روى الجيراري خلال المحطة الخامسة للجولة التواصلية “مسار الإنجازات” لحزب “الحمامة” بجهة مراكش، أن تجربته المسرحية مرت بمراحل مختلفة، بعضها مليء بالشغف والدراسة المتعمقة للتمثيل، وبعضها شهد محاولات ضغط واستقطاب سياسي، ما جعله يوازن بين حبه للفن والتحديات التي واجهته.

وأضاف أنه تلقى دعوات متعددة للانضمام إلى أحزاب سياسية، لكنه كان يرفضها دائمًا مستندًا إلى “مبادئه وتجارب الماضي”، حتى تلقى نصيحة من صديق حول ضرورة تمكين الفنانين والمثقفين من امتلاك صوت موحد يعبّر عنهم ويضمن حضورهم في المشهد العام.

وأوضح الجيراري أسلوب الإقناع الذي واجهه، مشيرًا إلى أنه رفض في البداية بعض محاولات الإلحاح، لكنه أدرك لاحقًا أن الصوت الموحد للفنانين يمكن أن يحقق تأثيرًا أكبر، فقرر الانخراط بعدما رأى في الحزب مساحة مناسبة للعمل الجماعي والمشروعات الثقافية.

وتوقف عند لحظة مفصلية شكلت نقطة انعطاف بالنسبة له، وهي جائحة كورونا التي ألمّت بالعالم وبالمجتمع المغربي وأثّرت بشدة على شرائح واسعة من المجتمع، منها الفنانون، ووصف كيف عانت فئات من المبدعين من غياب الدعم الكافي، وكيف أن الاتصالات الرسمية لم تثمر في كثير من الأحيان، ما دفعه مع رفاقه إلى البحث عن آليات تنظيمية تعطي للفنان صوتًا وقوة تفاوضية.

وأشارالجيراري الذي كان متأثرا، إلى دور بعض السياسين الذين وقفوا بجانب الفنانين المتضررين بعد تجميد الأنشطة الفنية والثقافية، مذكّرًا بمبادرات فردية داعمة لهم من حسابات شخصية أو جهود متواضعة.

وتحدث عن اللقاءات التي جرت مع قيادة حزب “الحمامة”، وذكر بامتنان الاستقبال والحوار المفتوح الذي لقيه من رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، حيث وُعد بفتح الأبواب وتقديم الدعم.

وبيّن أن فكرة تأسيس فيدرالية للفنانين جاءت كتطبيق عملي لهذه الرؤية، وأن الفيدرالية شرعت في العمل بهدوء وتخطيط، مظهرة إيمانًا بأن المشاريع الحقيقية لا تُنتج إلا بالعمل المنظم والصمت المنتج وليس بالشعارات الفارغة.

وأكد الجيراري أن الفيدرالية تعمل على مشاريع ملموسة وأنها ستخرج إلى الوجود وفق برامج مدروسة، معبّرًا عن تفاؤله بمستقبل أوسع للفنانين داخل المشهد العام. شدد على أنه ليس طموحه إرضاء الجميع، وأن مع مرور الزمن تتضح الرؤية بالرغم من ضعف البصر الذي تأتي به التجربة أحيانًا، وأن الخبرة تعطي للحركة وضوحًا أكبر في الأهداف والطريق.

ختم كلمته بشكر خاص لأخنوش وللأطراف التي آمنت بالفكرة وساندتها، مع تأكيد التزامه بالعمل من داخل الحزب من أجل خدمة الوطن والمجال الفني، داعيًا إلى الوحدة والتعاون ونشر صوت الفنانين كجزء من نسيج المجتمع المدني والسياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News