سياسة

زيارة بوريطة للصين.. رسائل مغربية غير مشفرة قبيل جلسة مجلس الأمن

زيارة بوريطة للصين.. رسائل مغربية غير مشفرة قبيل جلسة مجلس الأمن

أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، سيقوم بزيارة رسمية إلى الصين يومي 19 و20 شتنبر الجاري، وذلك بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وأوضح متحدث باسم الخارجية الصينية أن الزيارة تأتي بدعوة من وانغ يي، وزير الخارجية الصيني وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مؤكداً أن هذه المحطة تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

في هذا السياق، اعتبر الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد العالي سرحان، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الصين، المقررة يومي 19 و20 شتنبر، تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجية بالغة الأهمية.

وذكر الباحث أن هذه الزيارة تأتي في ظرفية إقليمية ودولية حساسة، “فالصين، كعضو دائم في مجلس الأمن، تملك ثقلاً مقرراً في كل القضايا المرتبطة بالسلم والأمن الدوليين، بما في ذلك ملف الصحراء المغربية الذي سيعود إلى طاولة المجلس في غضون أسابيع قليلة.. هذه الزيارة تفتح المجال أمام المغرب لتقوية قنوات الحوار المباشر مع بكين وتأكيد رؤيته لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي للنزاع”.

وأضاف سرحان أن الدعوة الصينية لبوريطة تشكل إشارة واضحة إلى متانة العلاقات الثنائية ورغبة بكين في تعميقها، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضاً في المجالين السياسي والدبلوماسي، لافتا إلى أن طوكيو شريك أساسي في مبادرة “الحزام والطريق”، والمغرب بدوره يمثل بوابة استراتيجية لإفريقيا وأوروبا، ما يجعل التلاقي بين الطرفين يتجاوز البعد الثنائي ليأخذ أبعاداً جيوسياسية أوسع.

كما أكد أن هذه الزيارة تكشف عن وعي مغربي بأهمية تنويع الحلفاء داخل مجلس الأمن، وعدم الاقتصار على الشركاء التقليديين من أوروبا أو الولايات المتحدة، لأن الصين، بمكانتها ووزنها الدبلوماسي، قادرة على لعب دور متوازن ومؤثر في النقاشات الأممية، خصوصاً أن مواقفها تميل غالباً إلى دعم الحلول السياسية التوافقية واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وهي مرتكزات تتقاطع مع الموقف المغربي.

وختم سرحان تصريحه للجريدة بالقول إن زيارة بوريطة للصين قبيل أسابيع من مناقشة ملف الصحراء المغربية في مجلس الأمن ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل خطوة مدروسة لتعزيز شبكة التأييد الدولي للمغرب، ورسالة سياسية بأن الرباط تنسج خيوط علاقاتها مع القوى الكبرى بروح المبادرة والبراغماتية، في سياق إقليمي يتسم بتصاعد التوترات وبحث الدول عن توازنات جديدة داخل النظام الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News