بن صغير والزلزولي يشعلان المنافسة على مركز الرواق الأيسر للأسود

قبل أشهر من انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب شهر دجنبر القادم، بدأ الجدل يحتدم بين الجماهير والمتابعين حول هوية اللاعب الأحق بشغل مركز المهاجم الأيسر الأساسي في تشكيلة “الأسود”.
النقاش ينحصر بالأساس بين اسمين بارزين: إلياس بن صغير، مهاجم باير ليفركوزن الألماني، وعبد الصمد الزلزولي، نجم ريال بيتيس الإسباني، إذ ينظر إليهما على أنهما أبرز المرشحين لتأمين هذه الجبهة في العرس القاري المرتقب.
واعتبرت فئة من المتابعين أن المستوى التصاعدي لعبد الصمد الزلزولي يجعله الأقرب إلى نيل ثقة الناخب الوطني وليد الركراكي، خاصة بعد دخوله المميز في المباريات الأخيرة مع فريقه الإسباني.
ويرى أصحاب هذا الطرح أن بن صغير يعيش فترة تراجع واضحة، حتى أن بعض الأصوات ذهبت إلى حد القول إن استمراره بهذا الإيقاع قد يجعله خارج القائمة النهائية للمنتخب في البطولة.
وفي المقابل، استمر البعض في الدفاع عن بن صغير لكونه، حسب رأيهم، يظل اللاعب الأكثر شمولية في هذا المركز.
وتابع هؤلاء بأن أسلوب لعبه، المتأثر بمدرسة “لاماسيا”، يجمع بين السرعة والمراوغة والقدرة على صناعة اللعب، حتى وإن لم يظهر بقوة في أي مركز بعينه.
فيما أشار آخرون إلى أن مرونته التكتيكية قد تكون عاملاً حاسماً في اختيارات الطاقم التقني للأسود.
وواصلت أصوات أخرى الدفع باتجاه تفضيل الزلزولي، لكونه أكثر اختراقا وإبداعاً، إلى جانب قدرته على إنهاء الهجمات وتسجيل الأهداف من حين لآخر.
وأكدت هذه الفئة أن الزلزولي يقدم صورة اللاعب الجاهز بدنيا وذهنياً، وهو ما يضعه في صدارة المرشحين حالياً لشغل هذا المركز الحساس.
فيما اعتبر بعض المشجعين أن النقاش حول هوية اللاعب الأحق بالمركز لا ينبغي أن يحجب حقيقة أعمق، وهي أن المنتخب المغربي يمتلك اليوم جيلاً من صناع اللعب المتنوعين: أجنحة، ولاعبي محور رقم 10، قادرين على تقديم حلول مختلفة.
غير أن المقارنة تبقى مطروحة دوماً مع أسماء لها ثقلها مثل سفيان بوفال وحكيم زياش، اللذين لا يزالان يقدمان خصائص فنية لا تتوفر بالقدر نفسه لدى بقية العناصر.
ويرى طرف آخر من النقاش أن الحكم على اللاعبين لا يجب أن يتم من خلال لحظات الصعود والهبوط، مذكّرين أن الجماهير المغربية كثيراً ما تُتهم بالجحود تجاه نجومها، إذ ما إن يمرّ لاعب بفترة فراغ حتى تنقلب عليه الآراء، قبل أن تعود نفس الجماهير إلى دعمه عند عودته للتألق.
وتابع بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذا الجدل، رغم سخونته، يعكس في النهاية وفرة الخيارات الهجومية لدى المنتخب المغربي، وهو معطى إيجابي يضع الركراكي أمام تحدي حسن التدبير والمفاضلة بين لاعبين ذوي مؤهلات مختلفة، في انتظار الحسم خلال الأشهر القليلة المقبلة التي تسبق انطلاق “كان المغرب 2025”.