نزار بركة: نجاح الأوراش الكبرى ببنسليمان رهين بكفاءة شباب الإقليم

سلط نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الضوء على الأوراش التنموية الكبرى التي يشهدها ببنسليمان، على غرار أكبر ملعب في العالم، ومصنع اللقاحات الأكبر إفريقيا، إلى جانب أوراش طرقية وسككية كبرى، ما يعكس الإرادة السياسية في تعزيز العدالة المجالية وتسريع الإقلاع المحلي.
وتطرق بركة، خلال ترؤسه أمس السبت بإقليم بنسليمان، لقاء تواصليا، نظمته المفتشية الإقليمية للحزب بالإقليم، بالأرقام إلى مظاهر التفاوتات المجالية داخل إقليم بنسليمان، وما يعرفه من نسب فقر وهشاشة ناجمة عن الجفاف والتحولات الديمغرافية، مؤكدا أن ذلك يستدعي بذل مزيد من الجهود، مستعرضا أهم التطورات التي شهدها الإقليم في السنوات الأخيرة، والتي عكست إرادة سياسية واضحة جسدتها التوجيهات الملكية السامية، وجعلت من الإقليم ورشا مفتوحا للتنمية.
وأشار في هذا السياق، وفق بلاغ لحزب الاستقلال، إلى مشروع تشييد ملعب الحسن الثاني، الذي يرتقب أن يكون أكبر ملعب في العالم، وما سيتيحه من فرص واعدة لجذب الاستثمارات في مجالات الأشغال العمومية والصحة والخدمات، موضحا أن هذا المشروع سيفتح المجال لإحداث مصحات وفنادق مصنفة، بما يسهم في خلق فرص شغل لفائدة شباب وساكنة الإقليم.
وأكد الأمين العام لحزب “الميزان” أن المملكة تعمل بالتوازي على توفير قطارات جهوية وإنجاز الطريق القاري الرابط بين الدار البيضاء والرباط، والذي يمر عبر بنسليمان ويتضمن ثلاثة مسارات، بما سيعزز مكانة الإقليم كقطب استثماري وتنموي صاعد.
وشدد على أن اختيار إقليم بنسليمان لاحتضان أكبر مصنع للقاحات في إفريقيا يشكل دليلا واضحا على المكانة المتميزة والمستقبل الواعد لهذا الإقليم، مستدركا أن “نجاح هذه المشاريع الكبرى يظل رهينا بكفاءة شباب الإقليم وخبراتهم، وهو ما يستدعي منهم الانفتاح على التكوين المهني، للانخراط في مهن المستقبل، ذات الصلة بالصيانة، والهندسة وتحلية مياه البحر، وكذا التجارة الإلكترونية عبر محاربة الأمية الرقمية”.
ودعا نزار بركة شباب الإقليم إلى المشاركة في برنامج 2025 سنة التطوع الذي أطلقه حزب الاستقلال، بهدف تعزيز الانخراط في الحياة المجتمعية، والتأهيل والتكوين، مشددا على أهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية استعدادا لاستحقاقات 2026، محذرا من تداعيات ضعف نسبة المشاركة، باعتبارها عاملا حاسما في مدى مصداقية الحكومة المقبلة، وفي تعزيز مشروعيتها خلال المفاوضات الدولية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية.
وأبرز أن اللقاء التواصلي مع ساكنة إقليم بنسليمان يندرج في إطار البعد التواصلي، وحرص الحزب على تقديم الحصيلة ومناقشة ما تحقق وما هو قيد الإنجاز، كما استعرض مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش، الذي رسم خارطة طريق واضحة تقوم على تسريع إقلاع الأقاليم، وجعله في صلب السياسات العمومية، بهدف تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية، لبناء مغرب موحد لا مكان فيه لا اليوم ولا غدا لسرعتين.
بركة الذي افتتح كلمته بتلاوة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء فلسطين، شدّد على الموقف الثابت للمملكة، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الداعم دوما لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن للمغاربة قضيتان مركزيتان لا رجعة فيهما، هما الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، مستنكرا المجازر وسياسة التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدا رفض حزب الاستقلال لأي محاولات ترمي إلى إقبار حل الدولتين، مذكرا بأن تاريخ الحزب، منذ زعيمه الراحل علال الفاسي مرورا برائداته ورواده ومناضلاته ومناضليه، كان وما يزال تاريخا نضاليا في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وعن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وحضر اللقاء التواصلي عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، فضلا عن مصطفى حنين، المفتش العام للحزب، وامبارك عفيري النائب البرلماني للحزب بدائرة بنسليمان وأحمد الحمولي المفتش الإقليمي للحزب ببنسليمان، وكذا رؤساء الجماعات الاستقلالية ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم وعدد من برلمانيي ومفتشي الحزب بالجهة، وحشود هامة من المناضلات والمناضلين والمتعاطفات والمتعاطفين مع الحزب من ساكنة الإقليم.
وقدم نزار بركة في ختام اللقاء التواصلي، درعا تذكاريا تكريما للفقيد المناضل الاستقلالي الراحل المكي المحجوبي، الرئيس السابق للمجلس الاقليمي لإقليم بنسليمان، اعترافا بمساره النضالي والحزبي الحافل وتفانيه في خدمة قيم ومبادئ حزب الاستقلال.