مجتمع

مركز إيواء المهاجرين بسبتة يصل “مرحلة الانفجار” و200 مهاجر ينامون بالعراء

مركز إيواء المهاجرين بسبتة يصل “مرحلة الانفجار” و200 مهاجر ينامون بالعراء

تشهد مدينة سبتة المحتلة وضعاً متفاقماً على مستوى تدبير ملف الهجرة، بعدما بلغ مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) “مرحلة الانفجار”، إذ فاق عدد الوافدين طاقته الرسمية البالغة 512 مقعداً، ما دفع السلطات إلى نصب خيام إضافية داخل فضاءاته، قبل أن تمتلئ بدورها، تاركة عشرات المهاجرين للنوم في العراء على أبواب المركز، وفق ما أوردته صحيفة “El Faro de Ceuta”.

الصحيفة أشارت في تقريرها إلى أن 54 مهاجراً غادروا صباح أمس الأربعاء، المدينة على متن إحدى العبارات المتجهة نحو ميناء الجزيرة الخضراء، في إطار برنامج الاستقبال الإنساني الذي يتيح نقل دفعات أسبوعية نحو مختلف مناطق شبه الجزيرة، إلا أنه ورغم أن هذه العملية أصبحت إجراءً اعتيادياً، إلا أن أعداد المغادرين تظل محدودة ولا تنجح في تخفيف الضغط عن المركز، إذ يتواصل وصول مهاجرين جددا يومياً عبر السياج الحدودي أو السباحة بمحاذاة الأرصفة البحرية.

المشهد عند مداخل المركز يعكس صورة مأساوية. ففي البداية لم يتجاوز عدد المهاجرين الذين ينامون في الخارج أربعين شخصاً، لكن الرقم ارتفع في غضون أيام قليلة إلى نحو 200 شخص، بحسب “El Faro de Ceuta”، حيث يفترشون الأرض عند البوابة أو على المنحدرات القريبة، وسط أغطية متناثرة وأكياس بلاستيكية وخيام بدائية.

المهاجرون أنفسهم يؤكدون أنهم عند وصولهم يُبلَّغون بأن المركز ممتلئ، ويُطلب منهم المبيت في الخارج إلى أن تتوفر أماكن شاغرة، ويحصلون على الطعام وأغطية بسيطة، لكنهم يعانون من البرد ليلاً ويظلون مهددين بمخاطر صحية متزايدة إذا استمر الوضع مع حلول فصل الخريف والأمطار.

هذه الظروف لم تعد تثير الانتباه فقط من زاوية إنسانية، بل أيضاً من ناحية الأمن والصحة العامة، فالسكان المجاورون، وفق المصدر ذاته، يوجّهون باستمرار اتصالات إلى مصالح الطوارئ بسبب الضجيج والحرائق الصغيرة التي يشعلها المهاجرون ليلاً للتدفئة، ونتيجة ذلك، كُلفت وحدة التدخل السريع (UIR) بمراقبة الوضع والتدخل عند الحاجة، فيما تعتبر الشرطة الوطنية المنطقة بؤرة توتر محتملة خشية وقوع سرقات أو مشاجرات بين مجموعات مختلفة.

وتتزامن هذه الأزمة مع جدل داخلي يهم إدارة المركز، إذ يواصل مديره أنطونيو باوتيستا عمله وسط انتقادات حادة بشأن أسلوب تسييره، خاصة بعد الشكوى التي رفعتها ممرضة حول التجاوزات في التدبير، فرغم استمرار الضغط، لم يقدم باوتيستا أي توضيحات علنية مكتفياً برسالة دفاع نشرها في وقت سابق، فيما أعلن فرع الحزب الاشتراكي الحاكم في سبتة المحتلة رفضه استمراره في المنصب.

حتى الآن، لم تُسجل أي مقابلة أو تصريح رسمي يشرح للرأي العام خطورة الوضع أو خطة الحكومة لتدبير الأزمة، ولم تحسم وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة لم تحسم بدورها في مستقبل المدير، واكتفت بتأكيد أن هناك عمليات نقل منتظمة نحو شبه الجزيرة، دون أي إشارة إلى حلول هيكلية طويلة المدى.

المشكلة، بحسب El Faro de Ceuta أبعد من مجرد اكتظاظ ظرفي، “فهي ترتبط بواقع حدودي هشّ يتميز بتسرب يومي للمهاجرين، سواء عبر اقتحام السياج أو السباحة بمحاذاة الأرصفة البحرية، إذ ورغم عمليات الاعتراض البحرية، يتواصل تدفق القادمين من جنسيات متعددة، ما يثقل كاهل سبتة المحتلة، ويحوّلها إلى نقطة ضغط مستمرة على الدولة الإسبانية”.

الوضع الحالي يعكس أحد أسوأ السيناريوهات في إدارة ملف الهجرة، حيث تتكدس الخيام والأفرشة في محيط المركز، في مشهد وصفته “El Faro de Ceuta” بأنه صورة “ثالثية لا تليق ببلد أوروبي يدّعي الانخراط في سياسات إنسانية مسؤولة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News