دولي

توتر أمني في ليبيا وتحذيرات من اندلاع مواجهات مسلحة

توتر أمني في ليبيا وتحذيرات من اندلاع مواجهات مسلحة

أعربت البعثة الأممية في ليبيا الثلاثاء، عن “انزعاجها البالغ”، إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد التوترات واستمرار التعبئة العسكرية في طرابلس، وحذرت من أن تصاعد التوترات قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات مسلحة، وذلك، وسط توتر أمني في العاصمة الليبية بين جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية المقالة من البرلمان.

وذكرت البعثة في بيان على منصة “إكس”، أنها تدرك وجود مفاوضات مستمرة بإشراف المجلس الرئاسي لتهدئة الوضع، ودعت الأطراف إلى “مواصلة الانخراط فيها ومناقشة القضايا المتبقية بحسن نية والعمل لما فيه المصلحة العليا لسكان طرابلس المدنيين، الذين يجب حمايتهم”.

وحذرت البعثة من أن “أي صراع جديد لا يهدد أمن طرابلس فحسب، بل قد يمتد إلى مناطق أخرى في البلاد، وقد يؤدي ذلك إلى حرب الجميع خاسر فيها، وتعرّض حياة المدنيين لخطر جسيم”.

ودعت البعثة بشكل عاجل جميع الأطراف إلى “وقف أشكال التصعيد كافة والامتناع على الفور عن أية أعمال من شأنها تعريض المدنيين للخطر”.

وقالت إنه يجب “حماية أرواح المدنيين والبنية التحتية في جميع الظروف”.

وقالت إنها إذ تحذر من أن تجدد الاشتباكات “سيكون له عواقب وخيمة على ليبيا وشعبها، فإنها تؤكد مواصلة دعمها لجهود الوساطة وتعرض مساعيها الحميدة للانخراط بشكل مباشر في المفاوضات تحت رعاية المجلس الرئاسي”.

وحضت البعثة جميع الأطراف المعنية على “اغتنام هذه الفرصة لحل الخلافات بالحوار وبعيداً عن العنف”.

توتر وحشد عسكري في طرابلس

وجاء البيان، وسط توتر وتعبئة عسكرية بين “جهاز الردع”، التابع للمجلس الرئاسي، والحكومة المقالة من البرلمان والتي يقودها عبد الحميد الدبيبة، والتي تسعى لاستعادة السيطرة على مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة جهاز الردع.

ويتمسك الدبيبة بالمضي قدماً في تفكيك التشكيلات المسلحة، ضمن ترتيبات تستهدف تفكيك أبرز الأجهزة المسيطرة على مناطق حيوية في المدينة.

وتثير هذه التحركات مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهات جديدة قد تفجر الهدنة الهشة التي جاءت بعد اشتباكات عنيفة شهدتها طرابلس في مايو، إثر اغتيال عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، الذي كان يتولى قيادة “جهاز دعم الاستقرار” ورئاسة جهاز الأمن التابع للمجلس الرئاسي.

واندلعت اشتباكات مسلحة في جزيرة الغيران غرب مدينة طرابلس، الاثنين، ما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية إليها وانتشار عدد من الآليات المسلحة في المنطقة، بحسب شهود عيان تحدثوا لصحيفة “الوسط الليبية”.

واستمر الحشد العسكري عبر دخول المزيد من الميليشيات المسلحة القادمة من مصراتة، غرب البلاد، إلى طرابلس، فيما أعلن “اللواء 444” التابع لحكومة الوحدة المقالة من البرلمان، النفير في كامل طرابلس، وطلب من عناصره التوجه للمعسكرات.

وقالت صحيفة “الوسط”، إن لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية المشكلة من المجلس الرئاسي تعمل على “احتواء التوترات بين الطرفين والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع برعاية البعثة الأممية بين الأطراف المتنازعة في طرابلس منذ مايو الماضي”.

وأعلنت اللجنة “التزامها الكامل بمهامها المقررة في تعزيز الاستقرار ودعم المسار الأمني والعسكري، ودعت جميع الوحدات للانضباط والابتعاد عن التصرفات الأحادية”.

المنفي يبحث الوضع الأمني في طرابلس

وعقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، اجتماعاً الاثنين، في طرابلس مع رئيس الأركان الفريق أول محمد الحداد، وذلك لبحث تطورات المشهد الأمني والعسكري وجهود التهدئة في طرابلس، وفق ما ذكر بيان صادر عن المجلس.

وشدد المنفي على أهمية استمرار العمل لتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة المناخ الملائم للحوار الوطني الشامل.

والأحد، بحث المنفي مع وفد من أعيان وحكماء مناطق الساحل الغربي، الأوضاع الأمنية في طرابلس، و”دور المجلس الرئاسي، في احتواء الأزمة عبر تعزيز قنوات التواصل والتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا”، وفق ما ذكر المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

وذكرت مصادر أمنية الأسبوع الماضي، أن نحو ألف آلية مسلحة وصلت من مصراتة إلى طرابلس، مما زاد من مخاوف اندلاع مواجهة مسلحة في العاصمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News