شهور تفصل البيضاء عن أكبر منتزه بإفريقيا و”المحج الملكي” يكلف مِلياري درهم

رغم اقتراب موعد الدورة العادية لمجلس مدينة الدار البيضاء، عقدت الجماعة، اليوم الثلاثاء، اجتماعا استثنائياً للتداول في مشروع المحج الملكي، بحيث كشفت عُمدة العاصمة الاقتصادية عن تفاصيل جديدة بخصوص تنزيل “حُلم” الملك الراحل الحسن الثاني الذي سيكلف غلافاً ماليا قدره مِلياري درهم.
وعُقدت هذه الدورة الاستثنائية بعد توصل أعضاء المجلس بمراسلة من الوالي عامل عمالة الدار البيضاء، محمد امهيدية، نظراً لتضمن جدول أعمالها نقطة الدراسة والتصويت على اتفاقية الشراكة لتسريع إنجاز مشروع المحج الملكي.
ووصفت عمدة الدار البيضاء اللحظة بالتاريخية، كون الاتفاقية “ليست عادية، بل تدخل في نطاق مشاريع الدولة، وستجعل من الدار البيضاء مدينة ميتروبولية تضاهي المدن العالمية” على حد تعبيرها.
المشروع الذي عمّر 40 سنة، يوشك أن يرى النور بحيث تم “وضع كل اللبنات الضرورية لاكتماله”، تؤكد الرميلي، مفصلة بأن منتزه المحج الملكي الذي سيرى النور خلال الأشهر المقبلة، و”رصدت له ميزانية ضخمة وبمساحة شاسعة، يعد أكبر منتزه في تاريخ مدينة الدار البيضاء وكذا بسائر القارة الإفريقية داخل المجال الحضري”.
وأوضحت أن المنتزه الذي سيتواجد داخل فضاء “المدينة القديمة” ضمن مساحة قدرها 50 هكتارا، يُضاف إلى مشاريع “منتزه الولفة”، الذي تم افتتاحه متم غشت الماضي، وقبله منتزه “أنفا بارك”، فضلا عن “منتزه كاريان سونطرال” الذي سيرى النور بدوره قريبا… عبارة عن مشاريع متعددة لإغناء المساحات الخضراء بالعاصمة الاقتصادية وإضفاء بعد الاستدامة المناخية عليها.
وأوضحت الرميلي أن “مشروع المحج الملكي”؛ عبارة عن عنوان كبير ينطوي على عدة مشاريع مهيكلة، على غرار مشروع حي النسيم بمنطقة “الحي الحسني” الذي سيتحول إلى قطب يتضمن أكبر محطة للقطار السريع بالعاصمة الاقتصادية، وكذا على حي سكني ذو عمارات راقية، “حي بمفهوم الحداثة” على حد تعبير الرميلي.
وكان مشروع المحج الملكي قد أثار الكثير من الانتقادات حول مصير الساكنة التي تم نزع ملكياتها وهدم مساكنها في سبيل إنجاز المشروع؛ وهو ما قدمت الرميلي جوابا عنه خلال الدورة، مؤكدة أن الساكنة “في إطار العدالة المجالية، سوف تستفيد من بيوت بحي النسيم”.
جدير بالذكر أن السلطات بمدينة الدار البيضاء شرعت مؤخراً في تسريع وتيرة هدم المباني الآيلة للسقوط الواقعة بمحاذاة المحج الملكي بالمدينة القديمة.
وأطلقت شركة “كازا للإسكان والتجهيزات” صفقة خاصة بهدم هذه البنايات، مع رصد غلاف مالي يناهز 12,79 مليون درهم مخصص للشطرين الثامن والتاسع من المشروع.
ويهدف هذا التدخل، الذي يندرج ضمن تنزيل مشروع حضري مهيكل، إلى ربط مسجد الحسن الثاني بساحة محمد الخامس في قلب المدينة، في إطار مشاريع استراتيجية تروم إعادة الاعتبار للعاصمة الاقتصادية استعدادًا لاحتضانها تظاهرات رياضية قارية ودولية كبرى.