تكنولوجيا

حرب هجينة تستهدف استقرار المغرب.. خبير يحذّر من تضليل “جبروت”

حرب هجينة تستهدف استقرار المغرب.. خبير يحذّر من تضليل “جبروت”

يؤكد الخبير في الأمن السيبراني، أنس أبو الكلام، أن ما يُتداول تحت مسمى “جبروت” ليس موجة عابرة على المنصات، بل حلقة ضمن مسار مدروس لحرب سيبرانية وإعلامية تستهدف المغرب خطوة خطوة، بدأت باستهداف شخصيات عامة، ثم انتقلت إلى التشكيك في الدولة ومسارها الديمقراطي، وبعدها ضرب الثقة في القضاء، لتصل اليوم إلى مؤسسات الأمن وعلى رأسها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للدراسات والمستندات، وهما ركيزتان للاستقرار وذواتا سمعة مهنية دولياً إلى جانب المؤسسة الملكية.

يرى رئيس قسم هندسة الدفاع السيبراني وماجستير حماية البيانات بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش – جامعة القاضي عياض، أبو الكلام أن “جبروت” تتحرك وفق نسق تصعيدي هدفه تفكيك أعمدة النظام المغربي واحداً تلو الآخر، ولا يستبعد أن تطال محاولات الاستهداف رأس الدولة في مراحل لاحقة، مشدداً على أن الرسائل المنتشرة متشابهة في الصياغة ومتزامنة في النشر على حسابات متعددة، مع تغيّر التكتيك وتعدد الوجوه المشاركة بين حسابات تحمل تسميات مثل “جبروت 1” و“جبروت 2” وأسماء معروفة على الشبكات، أغلبها خارج البلاد وبعضها داخلها.

ويعدّد الخبير مجموعة قرائن يصفها ببصمات “الحرب الهجينة” التي تمزج التضليل الإعلامي بهجمات رقمية وتدار في العادة من أطراف خارجية لا يسرها أن ترى المغرب قوياً وآمناً ومؤثراً في محيطه، وتشمل هذه القرائن نشر صور وفيديوهات قديمة أو مفبركة لإثارة البلبلة، وغياب أي تحليل علمي أو تقني جاد والاكتفاء بخطاب إثاري يوظف مصطلحات فضفاضة ومضللة مثل “الأبواب الخلفية” وكأنها أزرار سحرية قادرة على اختراق أنظمة معقدة بلمسة واحدة، فضلاً عن اختيار توقيت الحملات مباشرة بعد كل نجاح أمني أو دبلوماسي تحققه المملكة.

ويستحضر رئيس قسم هندسة الدفاع السيبراني وماجستير حماية البيانات بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، مسار قضية “بيغاسوس” بوصفها نموذجاً على ما يعتبره اتهامات تبيّن تدريجياً أنها “كذب وهراء وراءه أهداف خفية لضرب المغرب والإضرار بعلاقته مع حلفائه كفرنسا وتشويه صورة المملكة دولياً”، قائلاً إن نمط “جبروت” اليوم يكرر المنهج نفسه في التشهير والتشكيك والبناء على شذرات صحيحة ممزوجة بقدر كبير من المغالطات.

ويخاطب الخبير الجمهور مباشرة مطالباً بعدم التحول إلى أداة في هذه الحملات، والدعوة إلى التحقق قبل مشاركة الأخبار لأنها غالباً ما تمزج القليل من الصحيح بالكثير من التضليل، ويشدد على ضرورة إسناد مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية التي تمثل خط الدفاع الأول عن المجتمع، مع التأكيد على شعار “الله، الوطن، الملك” بوصفه إطاراً قيمياً ناظماً للسلوك civic المسؤول.

يخلص أنس أبو الكلام إلى أن حماية سمعة المغرب هي جزء لا يتجزأ من حماية أمنه واستقراره، مستشهداً ببيت طرفة بن العبد “ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود”، في إشارة إلى أن الزمن كفيل بكشف خلفيات الحملات ومصادرها، ومؤكداً أن الوعي الجماعي والمناعة الرقمية والإعلامية للجمهور تبقى السد الأول في مواجهة الحرب الهجينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News