طوكيو تنسف أوهام الانفصال بالصحراء المغربية وتعمِّق عزلة البوليساريو
في يوكوهاما، وخلال الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي لطوكيو حول التنمية بإفريقيا (تيكاد-9)، حرص وزير الشؤون الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، على توضيح موقف بلاده الرسمي تجاه الكيان الانفصالي، مشدداً على أن حضوره في الاجتماعات الدولية لا يغير من موقف اليابان الثابت.
جاء هذا التصريح أمام الوزراء الأفارقة وممثلي المنظمات الدولية، ليضع خطوطاً واضحة حول التزامات طوكيو بالشرعية الدولية ويؤكد حرص اليابان على الفصل بين التعاون التنموي الإفريقي والمسائل السياسية الحساسة.
وتستمر أعمال مؤتمر “تيكاد-9” حتى 23 غشت الجاري، وسط جدول أعمال يركز على تعزيز التنمية والتعاون في إفريقيا ضمن إطار السلم والاستقرار، ما يضفي على تصريحات الوزير بعداً دبلوماسياً بارزاً ويؤكد دور اليابان كلاعب ملتزم بالقوانين الدولية والمبادئ الأممية.
وفي تصريح لجريدة مدار21 الإلكترونية، اعتبر عبد العالي سرحان، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن موقف الوزير إيوايا يعكس التمسك الياباني بمبادئ الشرعية الدولية تجاه الملف الإقليمي الأكثر حساسية للمغرب، وهو قضية الصحراء.
وأوضح سرحان أن التأكيد على أن حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يغيّر موقفها يعكس حرص طوكيو على تجنب أي لبس قد يُفهم على أنه اعتراف بالكيان الانفصالي، ويبرز الدقة اليابانية في تحليل التحولات الإقليمية واتخاذ المواقف السياسية المدروسة.
وأكد الباحث أن هذه السياسة اليابانية مستقرة ومتسقة منذ سنوات، حيث تراعي المبادئ الدولية وتتفادى أي تأويل يمنح شرعية سياسية للكيان الانفصالي، كما أنها تنسجم مع سلسلة التصريحات العلنية والمواقف الرسمية السابقة لوزير الخارجية الياباني، والتي حرصت على الفصل بين التنمية والتعاون الإفريقي من جهة ومسألة الاعتراف بالكيانات السياسية من جهة أخرى، ما يعزز المصداقية اليابانية في الساحة الدولية.
واعتبر الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد العالي سرحان، في حديثه للجريدة أن موقف اليابان يعكس اعترافها بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كإطار شرعي وعملي لحل النزاع، ويتماشى مع توجه الأمم المتحدة وغالبية الدول الأعضاء فيها.
وأضاف أن أي محاولة للكيان الانفصالي لاكتساب الشرعية عبر المشاركة في منتديات دولية مثل “تيكاد” لن تؤثر على الموقف الياباني الثابت، ما يبرز قدرة المغرب على حماية مصالحه في المحافل الدولية من خلال دبلوماسية دقيقة ومتوازنة.
وعد أن موقف اليابان مؤشر على قوة التحالفات غير الغربية في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، إذ تعتبر طوكيو، كقوة اقتصادية وتجارية كبرى في إفريقيا وآسيا، بمعنى أن أي خطوة لتقويض سيادة المغرب على صحرائه غير مقبولة.
ويؤكد هذا الموقف الياباني، بحسب تصريح الباحث، أهمية الالتزام بالقوانين الدولية ومبادئ الأمم المتحدة في معالجة النزاعات الإقليمية، وكذلك حرص طوكيو على أن يكون التعاون مع إفريقيا قائماً على السلم والاستقرار والتنمية المستدامة، ما يعزز دور المغرب كلاعب محوري في المنطقة ويقوي شرعية مقترحه للحكم الذاتي.
