الملكية المواطنة
يعد عيد العرش مناسبة وطنية سامية يحتفل بها الشعب المغربي بكل فخر واعتزاز، تخليدا لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، إنها لحظة تأمل واستحضار لما تحقق من منجزات، ولما يربط العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي من روابط البيعة، الثقة، والمحبة المتبادلة.
ومن أبرز المفاهيم التي أفرزتها تجربة جلالة الملك محمد السادس في الحكم، يبرز مفهوم “الملكية المواطِنة”، وهو تصور حديث ومتقدم لدور الملك في الدولة، يتجاوز المهام التقليدية نحو الإنخراط الفعلي والملموس في خدمة المواطن والإستماع لهمومه.
منذ اعتلائه العرش أبان جلالة الملك حفظه الله، عن رؤية متجددة لممارسة الحكم، أساسها التفاعل مع تطلعات الشعب، والإنخراط المباشر في قضايا المجتمع، لم يكن جلالته يوما ملكا بعيدا في برجه العاجي، بل ملكا ميدانيا، يزور الأحياء المهمشة، ويتفقد المستشفيات، ويدشن المشاريع في المدن والقرى على حد سواء.
هذا الحضور الدائم والقوي في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين جعل من الملكية المواطنة واقعا معاشا، وليس مجرد شعار.
وقد تجسدت هذه الروح المواطنة في عدة مبادرات كبرى، من أبرزها:
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعادت الأمل للفئات الهشة؛
- ورش الحماية الإجتماعية الذي يسعى لتأمين التغطية الصحية والإجتماعية لكافة المغاربة؛
- الإصلاحات التعليمية والصحية، ومحاربة الفوارق المجالية؛
بالإضافة إلى سياسة خارجية تستند إلى مبدأ السيادة، والدفاع عن مصالح المغرب، دون الإخلال بمبادئ الحوار والتعاون.
يمثل عيد العرش فرصة لتجديد العهد والولاء للعرش العلوي، كما أنه مناسبة لتقوية الحس الوطني، وتذكيرنا بواجباتنا كمواطنين في بناء وطن ديمقراطي، متقدم، ومنصف.
إن الملكية المواطنة تلزمنا نحن أيضا كمواطنين بالمشاركة الفعالة في الحياة العامة، واحترام القانون، وخدمة الصالح العام من مواقعنا المختلفة.
الملكية المواطِنة هي تعبير عن ملك قريب من شعبه، ينصت لانشغالاته، ويقود مسيرة التنمية والعدالة الإجتماعية، وقد جسد جلالة الملك محمد السادس نصره هذا النموذج من خلال مبادرات تنموية واجتماعية كبرى، تعكس التزامه الراسخ بخدمة المواطن وتحقيق الكرامة للجميع.
وعيد العرش هو مناسبة وطنية متجددة، تؤكد متانة العلاقة بين العرش والشعب، وتدعونا جميعا إلى الإسهام في بناء مغرب مزدهر ومتقدم في ظل قيادة ملكية مواطنة، تحت شعار الله – الوطن – الملك.
