المغاربة يؤدون صلاة عيد الأضحى في أجواء روحانية

أدى آلاف المغاربة، صباح اليوم السبت، صلاة عيد الأضحى في مختلف مدن المملكة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، يتردد فيها صدى التكبير والتهليل في السماء، كأنها ترانيم إيمانية تعلو مع شروق شمس يوم العيد.
وغصت الساحات والمصليات بالمصلين الذين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى، حاملين سجاداتهم، متوشحين جلابيب العيد البيضاء وغيرها من الألوان الزاهية.
وقد ركزت خطب العيد في معظم المساجد والمصليات على أهمية الالتزام بالقرار الملكي، الذي قضى هذا العام برفع الحرج عن المواطنين، إذ يضحى الملك نيابة عن شعبه، تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ضحى في بعض الأعوام عن أمته، وذلك في ظل الظروف المناخية الصعبة التي ألقت بظلالها على الثروة الحيوانية.

وفي مدينة سلا، وتحديدا في مصلى حي القرية، توافد المئات من المصلين إلى الساحة، إذ استُقبلوا بكرم مغربي أصيل، وزع عليهم التمر والحليب في مشهد يعكس دفء الضيافة وروح التكافل المتجذرة في المجتمع المغربي.

أما في مدينة الدار البيضاء، فقد احتشد المصلون في ساحة مولاي رشيد، التي اكتظت عن آخرها، وامتدت صفوف المصلين من قلب الساحة إلى الشوارع المجاورة، مصطفين كتفا إلى كتف، كأنهم بنيان مرصوص، في لوحة إيمانية خاشعة تجسد وحدة الشعب المغربي وتشبثه بقيمه الروحية.

ولم تكن مدينة وجدة استثناء، فقد شهدت بدورها توافد أعداد كبيرة من المصلين إلى ساحة مصلى سيدي يحيى، لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبة تناولت معاني التضحية والتراحم، وأهمية القرار الملكي الذي جاء في ظرفية مناخية استثنائية، تأكيدا على روح التضامن بين القيادة والشعب، واقتداء بتضحية النبي الكريم عن أمته.

ولم تختلف الأجواء في مدينتي أكادير والجديدة عن باقي مدن المملكة، إذ امتلأت الساحات والمصليات بالمصلين منذ الساعات الأولى من الصباح، وارتفعت أصوات التكبير في أجواء يسودها الخشوع والسكينة.

وهكذا، عاش المغاربة عيدا استثنائيا هذا العام، تجلت فيه القيم السامية للدين الإسلامي، إذ امتزجت مشاعر الفرح بخشوع التكبير، في لحظة إيمانية صادقة شعر فيها الناس بالقرب من الله، وتجددت فيها معاني الوفاء والانتماء.
ويتميز عيد الأضحى هذا العام في المغرب بطابع استثنائي، إذ لم تشهد البيوت المغربية طقوس الذبح المعتادة، وذلك استجابة لقرار ملكي رفع عن المواطنين عبء الأضحية، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي أثرت على الثروة الحيوانية.
ورغم غياب الأضاحي، لم تغب فرحة العيد، فقد حرص المغاربة على الحفاظ على أجوائه الروحية والعائلية، من خلال تبادل التهاني، وصلاة العيد، واجتماع الأسر حول موائد بسيطة تعكس القناعة والتضامن.
