“موسم متوسط”.. فلّاحون يُطلقون زفرة ارتياح بعد “تفادي الأسوأ”

اختُتِمت عملية الحصاد بعدد من المناطق المغربية، والتي كانت انطلقت منذ بدايات شهر ماي المنصرم، بحيث استكمل عدد من الفلاحين جني محصول موسم زراعي متوسط في المجمل. وبشكل عام يبدو أنّ الفلاحين راضون بتفادي الأسوأ، بفضل أمطار شهري مارس وأبريل رغم أن المحاصيل لا ترقى لوصف الموسم بالجيد على حد تعبيرهم.
واستقت صحيفة “مدار21” انطباعات مجموعة من الفلاحين من مناطق مختلفة بالمغرب، واتضح أنّ ما يجمعهم هو زفرة الارتياح التي يطلقونها عند سؤالهم عن حال الموسم الفلاحي، قبل أن يستطردوا بما معناه؛ “لا هو بالممتاز ولا بالسيء”، على حد تعبير أحدهم.
وأكد عبد المالك حجاجي، فلاح ورئيس تعاونية فلاحية بإقليم برشيد، أنّ محصول الحبوب لا بأس به، لكن جودته تظل متوسطة بالنظر لكون الحبوب “جاءت نحيفة بعض الشيء بسبب تأخر الأمطار ومنسوبها المتوسط”؛ مضيفاً “كان الأمر يتطلب بضعة أيام مطيرة أخرى لزيادة جودة المنتوج”.
ولفت حجاجي، في تصريح لصحيفة “مدار 21″، إلى مشكلة غلاء الوقود خلال موسم الحصاد، نظراً للاستهلاك الكبير للماكينات وآليات الحصاد، علاوة على افتقار مجموعة من الفلاحين الصغار للمواكبة والاستشارة التقنية.
وبنواحي مدينة بني ملال، تواصل ماكينات الحصاد عملها الدؤوب لجني ما جادت به أراضي المغرب الأوسط، حيث أكد “خليفة” وهو مهني آلات الحصاد بالمنطقة لميكروفون “مدار21” أن المحصول متوسط هذا العام؛ “الأراضي المسقية أفضل حالا من نظيرتها البور، وأتصور أن المحاصيل تتراوح بين 40 إلى 60 قنطارا للبقعة الفلاحية الواحدة في أفضل الأحوال”.
وبدوره، لفت “محمد”، وهو فلاح بالمنطقة ذاتها، إلى أن شح المياه وغلاء المدخلات يرخي بظلاله على حصاد الموسم الفلاحي، إذ إنّ مياه السقي كانت هذا العام محدودة، وما يتم جنيه اليوم هو بفضل أمطار مارس وأبريل التي يرجع لها الفضل في هذا الموسم الفلاحي المعتدل؛ “الحمد لله على الأقل تمكنا من جني بعض القمح والتبن.. الله يجعل البركة”.
من جانبهم؛ يواجه فلاحو نواحي مدينة فاس تحديات متراكمة ألقت بظلالها على مردودية الموسم الحالي. إذ أعرب “عبد العالي” عن تذمره من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة أسعار الأدوية والمبيدات الفلاحية الضرورية.
وما زال عدد من فلاحي هذه المناطق بانتظار انتصاف شهر يونيو أو نهايته للشروع في جني محاصيلهم، مستبشرين بمحصول لا بأس به، وبتحسن مقارنة بالمواسم الماضية التي طبعها الجفاف.
واعتبر المتحدث ذاته أن تأخر وشح الأمطار والمياه ليست المعضلة الوحيدة التي تضرب القطاع الفلاحي بالمنطقة، مؤكداً أنه إلى جانب ذلك تعرف تلك الأراضي انتشار الأعشاب الضارة والفطريات، التي عجز عدد كبير من الفلاحين عن معالجتها بسبب ارتفاع أسعار المبيدات والأدوية الضرورية وتضرر القدرة الشرائية.
وحاولت “مدار21” التواصل مع عدد من الفلاحين بمناطق أخرى، غير أن عدداً منهم أخبروا بتركهم العمل في هذا القطاع وانتقالهم إلى المدن بحثاً عن فرص شغل أخرى، وذلك بفعل تراكم سنوات الجفاف، ما أدى إلى تراجع كبير في فرص الشغل التي يوفرها القطاع الفلاحي والعالم القروي بشكل عام.