فن

ولاد السيد: المهرجانات تخلق جسرا بين الجمهور والسينما المغربية

ولاد السيد: المهرجانات تخلق جسرا بين الجمهور والسينما المغربية

يرى المخرج داوود ولاد السيد أن المهرجانات تساهم في إثراء الثقافة والفن، وتشكل فرصة مهمة لاستقطاب الجمهور وتشجيعه على متابعة السينما المغربية، بما يجعلهم يرون ذواتهم وصورتهم في الأعمال المعروضة.

وأشاد ولاد السيد في تصريح لجريدة “مدار21” بإطلاق مهرجان سينمائي في مدينة إنزكان، معتبرا أن مثل هذه المبادرات تعزز الحركية الثقافية والفنية في مختلف مناطق المغرب.

وكشف المخرج أنه بصدد التحضير لأعمال جديدة، مشيرا إلى أن فيلمه الأخير “المرجة الزرقا”، الذي صوره في أسا أزاك، لا يزال يحقق نجاحا ويأمل أن يُعرض في تظاهرات سينمائية إضافية.

ويحكي آخر أفلام المخرج داوود ولاد السيد، الذي يحمل عنوان “المرجة الزرقا” قصة طفل كفيف ويتيم يدعى (يوسف) يعيش مع جدته (حسناء الطمطاوي) وجده (محمد خيي)، بعد وفاة والديه، يخوض مغامرة اكتشاف متحديا العراقيل التي يواجهها لعدم قدرته على النظر.

وينقل الفيلم المشاهد في رحلة سفر مليئة بالسرد والحكي تجمع الطفل بجده في الأقاليم الجنوبية، وبالتحديد في الصحراء المغربية، في مغامرة يكتشف فيها الثنائي تفاصيل كثيرة.

واختار مخرج الفيلم اعتماد أسلوب بسيط في تناول القصة التي تظهر العلاقة بين طفل كفيف وجد يحاول إسعاده قدر الإمكان، ويحرص على مرافقته وتحقيق رغباته، في طياته القليل من الغموض الذي يجعل المشاهد لا يشاهد تفاصيل كثيرة عن المشهد.

ورغم أن الطفل الكفيف يظهر أنه يُحب التصوير، في مشاهد حمله للكاميرا التي اقتناها له جده، والتقاطه العديد من الصور، غير أن المشاهد لن يشاهد هذه الصور طيلة الفيلم، ورغم أن الفيلم أيضا عنوان “المرجة الزرقا” التي يدور حولها العمل، فلن يصل إليها الطرفان في النهاية.

وسلط المخرج في فيلمه الضوء على المناظر الطبيعية والأماكن، أكثر من الشخوص، غير مهتم بتوضيح كل ما يقال ويشاهد.

وكان المخرج داوود ولاد السيد دافع في تصريح سابق عن أسلوب البساطة الذي نهجه في فيلمه “المرجة الزرقا”، وعن تركيزه على الغموض في المشاهد التي يصوب تجاهها كاميراته دون تفسيرات، إلى جانب تركه النهاية مفتوحة على قراءات عديدة.

ويفضل داوود اعتماد الإيحاء في نقل قصته بشكل لا مرئي، دون الكثير من التوضيحات والتفسيرات، لإيمانه بأهمية البساطة في المعالجة للمواضيع وصعوبتها في الوقت ذاته.

وبخصوص توظيف الصحراء فضاء في قصة الفيلم، وأخذها مساحة كبيرة فيه، سجل المخرج أنه لا يختار الديكور للفيلم عادة، وأن الكتابة هي التي تفرض الديكور والشخصيات والملابس والماكياج، لأنه يصنع فيلما خياليا، والقصص التي يشتغل عليها أو المواضيع التي يختار التطرق إليها، هي التي تفرض نفسها.

وحضر المخرج داوود ولاد السيد لفعاليات الدورة الأولى من مهرجان إنزكان للفيلم، الذي سلط الضوء على الثقافة الأمازيغية، وعرف حضور مجموعة من الأسماء السينمائية البارزة، من مخرجين، منتجين، كتاب سيناريو، وممثلين، إلى جانب نقاد سينمائيين، إلى جانبه.

وكرم المهرجان كل من الفنانة سانديا تاج الدين، والفنان عبد الله ديدان، والفنان عبد العزيز اوسايح، والفنان أحمد نتاما، وذلك اعترافا بمسيرتهم الفنية الحافلة، وإسهاماتهم في إثراء الساحة الفنية الوطنية.

وتضمن برنامج هذا الحدث المنظم على مدى ثلاثة أيام، مجموعة من الفعاليات المتنوعة، تشمل عروض سينمائية لأفلام محلية ودولية، لقاءات مفتوحة مع مبدعين ومهنيين في المجال، ندوات فكرية تناقش قضايا الفن السينمائي، وورشات تكوينية للشباب والمهتمين بالفن السابع، تهدف إلى صقل المهارات في مجالات التمثيل، الإخراج، كتابة السيناريو، والتقنيات السمعية البصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News