صوت الجامعة

اسليمي: الفراقشية تسللوا للجامعة المغربية وعلى ميداوي الخروج عن صمته

اسليمي: الفراقشية تسللوا للجامعة المغربية وعلى ميداوي الخروج عن صمته

أبدى عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قلقه العميق من فضيحة إيقاف أستاذ بكلية الحقوق بجامعة ابن زهر بأكادير بتهمة التلاعب في شواهد جامعية مقابل المال، مؤكدا أن ما وقع “لا يمكن السكوت عنه، ويمثل ضربة قوية لمصداقية الجامعة المغربية، التي تعكس في نهاية المطاف صورة الدولة وهيبتها الأخلاقية والعلمية”.

وقال اسليمي، أثناء حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء اليوم الثلاثاء على مختلف منصات جريدة “مدار21″، إن “ما حدث خطير جدا وفضيحة بكل المقاييس”، مسترسلا “القاعدة تقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن من جانب آخر فالأستاذ المعني لديه قضية سابقة في كلية آسفي، وانتقل إلى كلية الحقوق ابن زهر بأكادير سنة 2013، وفي هذه المدة الوجيزة وقع كل هذا، لأن الملف فتح ربما منذ 2021”.

وشدد على أن “الكثير من الأسئلة تطرح على الماستر في حد ذاته، وعلى الشعبة التي هي في إطار هذا الماستر، وعلى العمادة ودورها، ورئيس الجامعة، ولجنة التعليم العالي التي تعطي الاعتماد لفتح الماسترات، لأن ما رأينها خطير جدا”.

اسليمي أكد أن فضيحة السمسرة ستضرب مصداقية الجامعات المغربية، موضحا “الدبلوم الذي تعطيه الجامعات المغربية سيصبح محط شك لأن شخصا واحدا جنى على منظومة بكاملها”، مردفا: “رأينا كيف تروج هذه القضية بوسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أنه لم يخرج أحد ليقول إن في الجامعة أساتذة نزهاء يشتغلون بعيدا عن هذه الأمور”.

وفي هذا السياق، حمّل الأستاذ الجامعي المسؤولية للمشرفين على القطاع، داعيا إلى تدخل عاجل من وزير التعليم العالي، عز الدين ميداوي، الذي لم يصدر عنه أي توضيح بعد مرور أسبوع على تفجر القضية، ما فتح المجال أمام الإشاعات وعمق فقدان الثقة في المؤسسة الجامعية، يضيف المتحدث.

وأوضح بهذا الصدد: “ميداوي؛ لا نحمله المسؤولية لأنه جديد على مستوى الوزارة وكان رئيسا لجامعة وما وقع لم يحدث في جامعته، ولكن من المفروض أن يخرج ليتواصل، لأنه مر أسبوع والآن انتشرت الإشاعات”، مضيفا “يجب أن يخرج الوزير المكلف بالقطاع وتكون لديه عناصر الجواب، ويكشف المعطيات، فمن غير المعقول ألا تكون لديه معكيات بعد كل هذه المدة”.

وتابع “أيضا، يجب أن يخرج رئيس الجامعة، والعميد، ونقابات التعليم العالي أيضا لتبين موقفها، لأن كل الأساتذة متهمون الآن، وهذا السكوت ترك المجال للجميع لضرب الجامعة، وهذا ليس ضربا في الجامعة فقط، بل ضرب في صورة الدولة والصورة الأخلاقية للدولة، وضرب في الصورة العلمية للدولة، وهذا يجب الانتباه إليه، لذلك على الوزير أن يخرج ويقول أين الخلل ويحدد المسؤوليات”.

وأكد اسليمي أن الاختلالات تطرح على أكثر من مستوى، بدءا من منسق الماستر، مرورا باللجنة العلمية التي ترخص للماستر، وصولا إلى المسؤولين عن المؤسسات الجامعية والوزارة الوصية.

وأشار إلى أن بعض الماسترات تحولت إلى ما يشبه “الدكاكين” أو “الغريمات”، تفتح لأهداف شخصية ومادية، في غياب تام لمبادئ الشفافية والاستحقاق.

وبنبرة ساخرة، قال الأستاذ الجامعي ” كنا نتحدث عن الفراقشية (دعم استيراد الأغنام)، لكن يبدو أن ظاهرة الفراقشية دخلت للجامعة، ولم يعد لنا سبب لنعاتب الفراقشية”.

وحذّر اسليمي من أن استمرار هذه الفوضى سيؤدي إلى انهيار منظومة التعليم العالي برمتها، مطالبا بردع المتورطين في فضيحة السمسرة وبوضع معايير وطنية موحدة لولوج الماسترات والدكتوراه، وتطبيق قواعد دقيقة في التقييم والمراقبة، حتى لا تتحول الجامعة إلى مجال للفوضى والاتجار بالشواهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News