خسائر حقول “الدلاح” بزاكورة تُنعش الأسواق الوطنية وتُقلِّص التصدِير

بعد قرابة أسبوع على العاصفة الذي ضربت حُقُول البطيخ الأحمر بمنطقة زاكورة، طمأن مهنيون في تجارة “الدلاح” أن هذه الخسائر لن تؤثر على مستوى أسعار هذه المادة الحيوية التي يُقبل عليها المغاربة خلال فصل الصيف، مؤكدين أن المحاصيل الموجهة إلى التصدير هي التي ستضرر من هذه العاصفة.
وأتت العاصفة المطرية وحبات البرد التي تهاطلت على منطقة زاكورة خلال الأسبوع الماضي على مساحات واسعة مزروعة بفاكهة البطيخ الأحمر، ما دفع فئة واسعة من المزارعين إلى إعلان تضررهم من هذه “الزخات العنيفة” ويطالبون بتدخل مصالح وزارة الفلاحة من أجل دعم المتضررين.
أمين أمانة الله، مزارع مُصدر للبطيخ الأحمر بزاكورة، قال إن “الإنتاج قبل وقوع الكارثة لم يكن في مستوى جيد وبالتالي فإن المحاصيل، دون وقوع هذه العاصفة، كانت في مستوى غير كافي”، مسجلاً أن “الجديد هذا الموسم الفلاحي هو أن جودة الإنتاج لن تكون في مستوى التصدير إلى أسواق خارجية، خاصة السوق الأوروبية”.
وأضاف المهني ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “هذه المحاصيل التي لن تُوجَّه إلى الأسواق الأوروبية ستتجه في المقابل إلى الأسواق الوطنية”، مؤكدا أن “هذه المعطيات الأولية تفيد أن العرض سيكون متوفرا في السوق الداخلي أكثر من المواسم السابقة على الرغم من هذه العاصفة التي أتت على محاصيل حقول زاكورة من الدلاح”.
وسجل المصدر عينه أن “التساقطات المطرية الأخيرة والبرد أثَر على حجم مهم من محاصيل البطيخ الأحمر في حقول زاكورة وصلت إلى نسبة 70 في المئة”، لافتاً إلى أنه “على الرغم من كل هذه المعطيات فإن حقول مناطق أخرى بشيشاوة وجزء من تارودانت تستعد لعرض محاصيلها في الأسواق الوطنية بعد قرابة 10 أيام”.
وعن الأضرار التي سببتها العاصفة الأخيرة لجودة المحاصيل من البطيخ، أشار المصدر ذاته إلى أن “قشرة هذه الفاكهة هي التي تضررت بشكل كبير من هذه العاصفة في معظم الحالات”، مبرزاً أن “التصدير يخضع لشروط صارمة قبل توجيهه إلى الدول المستقبلة لهذه الفاكهة”.
واعتبر المهني في تصدير هذه الفاكهة إلى دول أوروبية أن “تضرر العرض الموجه إلى التصدير يعني بشكل مباشر تضرر الفاعلين في هذا القطاع والمداخيل التي يحصلونها من هذا النشاط التجاري”، مُؤكداً أن “المستفيد الأكبر من هذه الوضعية هو العرض الداخلي لمنتوج الدلاح”.
وأوضح أمانة الله أن السبب الذي يجعل السوق الداخلية تقبل على هذه المنتوجات التي ترفض على مستوى الأسواق الأوروبية هو تدني القدرة الشرائية للمستهلك المغربي، مشدداً على أن “هذا المعطى هو الذي يجعل المستهلك المغربي لا يكثرت لجودة البطيخ المعروضة في الأسواق الوطنية”.
وتوقع المتحدث ذاته أن تغطي محاصيل مناطق أخرى معروفة بزراعة وجني البطيخ الأحمر على هذا النقص الذي سيعرفه نشاط مصدري هذه الفاكهة وفي مقدمتها محاصيل حقول منطقة شيشاوة وتارودانت.
من جهته، أكد، رئيس جمعية أصدقاء البيئة، جمال أقشباب، أن “التساقطات الأخيرة أدت إلى إتلاف حجم كبير من إنتاج البطيخ الأحمر بحقول منطقة زاكورة”، مشيرا إلى أن “هذه التساقطات العاصفية وغير المتوقعة، وخصوصاً، أثرت بشكل كبير على الإنتاج الذي وصل مراحله الأخيرة قبل إخراج المحاصيل إلى الأسواق الوطنية”.
وأضاف أقشباب، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الإشكال الكبير هو أن ما ضاع من محاصيل البطيخ الأحمر استنزف معه كميات كبيرة من الماء الذي تحتاج إليه منطقتنا في هذه السنوات الذي لايزال الجفاف يهددنا فيها”.
وسجل المصدر ذاته أن “هذه التساقطات العاصفية الأخيرة خلفت خسائر كبيرة ليس فقط على مستوى المساحات المزروعة بالبطيخ الأحمر وإنما حتى على البنيات التحتية وشبكة الماء والكهرباء وحتى شبكة الاتصالات”، مورداً أن “منطقة الفايجة والمعيذر هي أكثر المناطق تضرراً من هذه العاصفة والمؤسف هو أن فلاحي هذه المناطق لا يستفيدون من أي تأمين”.