أسعار البصل عند 6 دراهم وتوقعات بانخفاضها خلال أسبوعين

توقع تُجَّار بسوق الجملة للخضر والفواكه بإنزكان أن الارتفاع المسجل حالياً في أسعار البصل عابر وما تلبث أن تعود الأسعار في المتناول، في غضون 10 أيام أو أسبوعين على الأكثر، بعد وصول شحنات من منطقتي الشاوية وبني ملال.
ولم يمضِ وقت طويل منذ إعراب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، عن تفاؤله بالأثر الإيجابي لتساقطات مارس الماضي على زراعة الخضروات بالمغرب، وعلى رأسها البصل، حتى امتد ارتفاع الأسعار ليطال هذه المادة، التي تمثل واحدة من المكونات الأساسية لـ”قفة المغاربة”، ليصل إلى 6 دراهم للكيلوغرام.
واستقت صحيفة “مدار 21” ارتسامات مجموعة من التجار بسوق الجملة ونصف الجملة للخضر والفواكه بمدينة إنزكان، حول السبب الكامن خلف هذا الارتفاع، والذين أكدوا أن السلع التي يتم تسويقها حالياً ترجع لحصاد الموسم الفلاحي السابق، الذي تأثر كثيراً بضعف التساقطات المطرية.
وأوضح أحد التجار للجريدة أن سعر هذه المادة يتراوح حالياً بين 4,5 دراهم إلى 6 دراهم للكيلوغرام؛ “لا وجود لسلعة درهمين للكيلوغرام، التي اعتاد عليها المستهلك لأن الطلب كبير خاصة بالأقاليم الصحراوية والعرض محدود”.
وأوضح أن سعر الكيلوغرام الواحد من البصل ذي جودة متدنية يرقى لـ3 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وعزى تاجر آخر هذه الأسعار لكون “حصاد هذا العام والذي سيأتي من مناطق بني ملال واشتوكة وسيدي قاسم لا يصل إلى الأسواق عادة إلا بداية شهر يونيو”. مشيراً إلى كون إحجام المغاربة المرتقب عن شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى المقبل، بدوره يزيد الطلب على البصل وبالتالي يرفع الأسعار مقابل محدودية العرض.
المتحدث ذاته كشف عن كون إنتاج منطقة الشاوية يلعب دوراً في استقرار الأسعار بالسوق الوطنية نظراً لوفرته ومنافسته لمنتوج المناطق الأخرى، وخاصة بصل اشتوكة؛ غير أن إنتاج الشاوية لم يصل بعد إلى الأسواق.
بيد أن التاجر أكد لـ”مدار 21″ أن وصوله لأسواق الجملة سيكون في الأفق المنظور، ما دفعه للتفاؤل بأن “الأسعار ستعود للانخفاض في غضون حوالي 10 أيام بعد وصول الشاحنات المحملة بإنتاج هذه السنة، والذي استفاد من تساقطات مارس الماضي”.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري قد أعرب منتصف شهر مارس الماضي عن كون التساقطات الأخيرة أنعشت زراعات الخضر بالمغرب، ولا سيما البصل والبطاطس، بجهة فاس مكناس.
وتمثل هذه الجهة حوالي نصف الإنتاج الوطني من البصل و20 بالمئة من الإنتاج الوطني من البطاطس.
وسجلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن الأمطار الأخيرة خلقت ديناميكية قوية للفلاحة على مستوى جهة فاس-مكناس، وذلك رغم أن بداية الموسم اتسمت بنقص في التساقطات المطرية، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت هطول أمطار مهمة مكنت من تحسين حالة الزراعات، مما أنعش آمال الفلاحين ومربي الماشية، مبرزة أن المتوسط التراكمي للتساقطات بالجهة حاليًا يبلغ 332.5 ملم.