هند السعديدي: الموهبة ضرورية والتكوين لا غنى عنه في التمثيل

ناقشت الممثلة هند السعديدي أزمة تزايد عدد المشتغلين في الميدان دون خلفية أكاديمية، مشددة على أهمية التكوين إلى جانب الموهبة، ورافضة الفوضى التي باتت تسود الساحة بسبب اقتحام غير المؤهلين لها.
وفي هذا الصدد، تشدد الممثلة هند السعديدي في كلمة ألقتها خلال لقاء انعقد على خلفية فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، على أنها ليست ضد من يقتحمون المجال الفني دون تكوين أكاديمي، لأنها تؤمن بالموهبة، لكنها ترى أنه ينبغي توفر معايير تؤهلهم للوقوف أمام الكاميرا ومشاركة الممثلين المحترفين في أداء المشاهد.
وتضيف السعديدي أن “التكوين يمكن الشخص من اكتساب الآليات والمهارات اللازمة لتجسيد الأدوار المسندة إليه، كما يُنمي ملكة الاستماع، وهي مسألة مهمة في العملية الإبداعية بين الممثلين أثناء تجسيد المشاهد” بحسبها.
وقالت السعديدي إنها، إلى جانب باقي الممثلين المحترفين، يعانون كثيرا من الأخطاء التي يقع فيها الممثلون الهواة غير المُكونين، مستغربة غياب تواضعهم ورغبتهم في التعلم، بسبب اعتمادهم على “جيش خيالي” من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا ترى السعديدي عيبا في الاشتغال في التلفزيون بنظام “الكليكة”، لكنها تعتبر أن الخلل يكمن في غياب الاجتهاد والقدرة على تقديم الأدوار بأساليب متنوعة، وتجنب تكرار نفس طريقة الأداء.
وأضافت: “هناك أنماط مختلفة من الشخصيات، سواء البرجوازية أو “العروبية”، إذ يقع على عاتق الممثل أن يثبت جدارته حتى في الأدوار المتشابهة”.
وتشير السعديدي إلى أنه “حتى الممثلين المحترفين في المجال الفني يجب أن يخضعوا لتكوينات دورية لتجديد طرق الأداء ومواكبة التطورات الفنية”.
وانطلقت فعاليات الدورة 14 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، في الفترة الممتدة من 2 إلى 6 ماي 2025.
وقد قررت الجهة المنظمة هذه السنة أن يكون الفنان والأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سعيد آيت باجا المدير الفني لهذه الدورة.
كما تحفل هذه النسخة ببرمجة غنية ومتنوعة، سيتم فيها عرض أحدث وأجود الأعمال والإنتاجات الدرامية الوطنية، التي ينتظرها الجمهور، حيث ستقام بكل من حديقة الحبول، والمركز الثقافي محمد المنوني.
وتم تكريم شخصيات فنية وطنية بارزة، قدمت للجمهور، فيضا من الأعمال الجميلة والمميزة، طيلة مسارها الفني الحافل، ضمنها إبراهيم خاي، وسعيدة باعدي.
وسيتم تنظيم مسابقتين، تشمل الأفلام التلفزية والمسلسلات التي تنتجها القنوات الوطنية الأولى، والثانية، والحسانية والأمازيغية، وذلك تحت إشراف لجنتي تحكيم متخصصة.
ومن أجل خلق نقاش مستفيض وفعال بين المشاركين والجمهور، يتم تنظيم لقاءات مفتوحة مع عدد من المخرجين والممثلين، والمنتجين للأعمال الوطنية، إضافة الى تنظيم ندوة فكرية وأكاديمية بمشاركة نخبة من المهنيين والنقاد والفاعلين.
وتسعى هذه الاحتفالية الفنية، إلى الاحتفاء بالانتاجات الدرامية الوطنية، والترويج لها عبر منصة احترافية، ذات أبعاد فنية وثقافية، لتعزيز مزيد من الحوار والتواصل والإشعاع، وفق ما جاء في بلاغ للجهة المنظمة.