مجاهد: مجالس الصحافة ليست تنظيمات بين-مهنية ونحتاج نقاشا مجتمعيا

أكد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، على أن تطور الصحافة في العصر الرقمي يتطلب نقاشاً مجتمعياً شاملا، لا يقتصر على الصحفيين فقط، بل يجب أن يشمل جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع مثل البرلمان والنقابات والأحزاب السياسية.
وقال إن تجارب الدول العالمية في هذا المجال تظهر أن التنظيم الذاتي يجب أن يكون مفتوحاً للجمهور، مع الإشارة إلى أن العديد من التجارب في دول مثل كتالونيا والبرتغال والهند تعتمد على إشراك ممثلين عن المجتمع، مثل أساتذة الجامعات والقضاة، في هيئات التنظيم الذاتي.
وأضاف أن “التنظيم الذاتي هو عمل مجتمعي. هناك اعتقاد سائد بأنه ربما يكون تنظيمًا بين المهنيين أنفسهم من أجل تنظيم مهنتهم فقط، واحترام أخلاقياتها، و هذا صحيح جزئيا، لكنه ليس تنظيما منغلقا داخليًا، للمهنيين فقط، هذا الاعتقاد غير صحيح”، متابعا “التنظيم الذاتي ليس تنظيمًا مهنيًا منغلقا، وليس جمعية، وليس نقابة، وليس هيئة مثل هيئات المحامين أو الأطباء والصيادلة… ففي التجارب العالمية إنه تنظيم من أجل المجتمع”.
وزاد بالصدد ذاته “عندما قمنا ببحث شامل حول مختلف التجارب في العديد من البلدان، وخاصة المتقدمة في الديمقراطية، وجدنا أن أغلب التنظيمات في العالم، منفتحة على الجمهور. هناك عدد من مجالس الصحافة يرأسها ممثلو الجمهور أو شخصيات ذات كفاءة وخبرة أو قضاة أو أساتذة جامعيون. إذن ليس هذا تنظيمًا من أجل المهنيين، فقط، وحصرًا عليهم”.
وأشار رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، إلى أن فلسفة أخلاقيات الصحافة يجب أن تكون موجهة لخدمة المجتمع وحمايته من الانتهاكات، وهي ليست محصورة في مصلحة الصحفيين فقط.
وأكد يونس مجاهد، في كلمة ألقاها في لقاء مع طلبة وأساتذة جامعة السلطان مولاي سليمان، على أهمية التعاون بين الصحافة والجامعات، مشدد على ضرورة تعزيز هذا التعاون من خلال توقيع اتفاقية إطار مع وزارة التعليم العالي بهدف تطوير آفاق التعاون في مجالات تبادل الخبرات والإنتاج العلمي، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة القرائية في المجتمع.
وأوضح مجاهد أن الصحافة في المغرب بحاجة إلى الانفتاح بشكل أكبر على الفضاء الجامعي، مشيراً إلى أن الجامعات تعد خزانات غنية للمعلومات والتحليلات العلمية التي يجب أن تصل إلى المجتمع.
وأضاف أنه، رغم الجهود المبذولة، إلا أن الصحافة لم تستفد بما فيه الكفاية من الإنتاج العلمي في الجامعات، مؤكداً على ضرورة أن تتحمل الجامعات أيضاً مسؤوليتها في هذا الجانب عبر تطوير سياسات تواصلية أكثر فعالية.
وأكد مجاهد أن من بين النقاط الأساسية التي يجب أن تركز عليها الصحافة في المغرب هي العودة إلى الجامعات وفتح قنوات التعاون مع الأساتذة والباحثين، معتبرا أن “الصحافة يجب أن تواكب العمل الجامعي، لأن الجامعات تحتوي على معارف لا غنى عنها للصحفيين في مسيرتهم المهنية.”
كما تحدث عن أهمية التنظيم الذاتي في الصحافة، موضحاً أن التنظيم الذاتي ليس مجرد عمل داخلي بين المهنيين، بل هو عمل مجتمعي يخدم الصالح العام، مؤكدا أهمية مواصلة العمل المشترك بين الصحافة والجامعات، مشيداً بدور الندوات الأكاديمية التي تسهم في تعميق هذا التعاون.