سانشيز يكشف إعادة الكهرباء بمناطق إسبانية بفضل الربط مع المغرب وفرنسا

تعليقا على الانقطاع الواسع للكهرباء، كشف الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز أن الفنيين في شركة الكهرباء يعملون “لتحديد الأسباب وحل المشكلة في أقرب وقت ممكن”، موضحا أنه “لدى إسبانيا خطط إعادة تأهيل محددة للتعامل مع هذا السيناريو، وقد تم بالفعل إعادة الكهرباء إلى عدد من المناطق في شمال وجنوب البلاد بفضل الربط الكهربائي مع فرنسا والمغرب”، مقدما الشكر لهذين البلدين على تضامنهما في هذا الوقت.
وقال سانشيز، في ندوة صحفية، أنه “انتهى للتو اجتماع مجلس الأمن القومي الذي دعوت إليه شخصيًا للرد على أزمة الكهرباء التي تعاني منها بلادنا منذ صباح اليوم. وكما تعلمون، فقد حدث اليوم اضطراب كبير، تقنيًا، في نظام الكهرباء الأوروبي، مما تسبب في انقطاع واسع النطاق للإمدادات في عموم شبه الجزيرة الإيبيرية وبعض مناطق جنوب فرنسا”.
وأوورد أنه “بعد لحظات، فعّلت شركة “ريد إليكتريكا إسبانيولا” بروتوكولات الأمان الخاصة بها، وأعلن الجهاز التنفيذي، وفقًا لما ينص عليه المخطط الحالي لمخاطر النظام الكهربائي، ما يُعرف بأزمة كهرباء. كما أن هناك ثلاث مناطق حكم ذاتي طلبت رسميًا تفعيل المستوى الثالث من الطوارئ في الحماية المدنية، وهي: الأندلس، إكستريمادورا، ومدريد. وقد قبلت الحكومة هذا الطلب، كما يجب أن يكون، وستتولى الإدارة، وستفعل الشيء نفسه مع أي منطقة أخرى تطلب ذلك”.
وأشار إلى أنه “تم إعادة تشغيل محطات الدورة المركبة والسدود الكهرومائية في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يجب أن يساعدنا على استعادة الإمداد الكهربائي في عموم إسبانيا قريبًا”، مضيفا “أما بشأن الأسباب، فلا نملك حتى الآن معلومات قاطعة عن أسباب هذا الانقطاع، لذلك أطلب من المواطنين – كما فعلنا في أزمات سابقة – أن يتابعوا فقط القنوات الرسمية، فليس من الجيد التكهن. سنعرف الأسباب لاحقًا، ونحن لا نستبعد أي فرضية، ولكن علينا الآن التركيز على الأمر الأهم، وهو إعادة الكهرباء إلى منازلنا”.
وتابع الرئيس الإسباني أنه “منذ بداية انقطاع الإمداد، اتخذت جميع الوزارات المختصة تدابير للتعامل مع الوضع. وقد كثفت قوات الأمن وجودها ومراقبتها في الشوارع ووسائل المواصلات، ولكن حتى الآن لم يتم رصد أي تأثير على الحماية المدنية. أكرر، لا توجد مشكلات أمنية. نظامنا الصحي يعمل بشكل طبيعي رغم الصعوبات، وهناك مولدات كهربائية في المراكز الصحية تعمل دون مشاكل ولديها استقلالية طويلة”.
ولفت إلى أنه “يتم تقديم الخدمات المنزلية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. أما حركة الملاحة البحرية، فهي تعمل بدون حوادث، والطيران لم يتأثر كذلك، رغم أننا قررنا تقليله بنسبة 20% لضمان الأمان وسير العمل بسلاسة. وبالنسبة لحركة القطارات، فقد توقفت – كما تعلمون – لأسباب تتعلق بسلامة الركاب. ولن تُستأنف رحلات المسافات المتوسطة والطويلة اليوم، لكن الفرق تعمل على استعادة خدمات القطارات المحلية في أقرب وقت ممكن”.
على الصعيد الاقتصادي، يضيف سانشيز “تأثرت أجهزة الصراف الآلي للعديد من البنوك، لكن أنظمة الدفع بالجملة والتجزئة تعمل بشكل طبيعي، وكذلك الخدمات المصرفية الإلكترونية. والأهم الآن هو اتباع التوصيات التي أود نقلها لجميع المواطنين حتى يتم تجاوز هذه الأزمة”.
زفي هذا السياق دعا الرئيس الإسباني إلى تقليل التنقل إلى أدنى حد من التنقلات”، ثم “لنتابع فقط المعلومات الرسمية، ولا ننشر أو نصدق الأخبار المشكوك في صحتها. كما حدث في أزمات سابقة، نعلم أن مثل هذه الأوقات مناسبة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة التي تزرع القلق والانقسام بين الناس. لذلك أطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم نشر معلومات من مصادر مشبوهة”.
وتابع الرئيس الإسباني “يجب أن نستخدم الهاتف المحمول بشكل مسؤول. قطاع الاتصالات يمر الآن بمرحلة حرجة، وسنمر بساعات صعبة حتى نعيد الكهرباء بالكامل، لذا علينا إجراء مكالمات قصيرة، واستخدام رقم الطوارئ 112 فقط في الحالات الضرورية”.
ودعا إلى “التعامل مع الهاتف المحمول بمسؤولية، ونُجري مكالمات قصيرة، ولا نتصل برقم الطوارئ 112 إلا عند الضرورة الحقيقية. لقد فعلت الإدارات العامة المختصة بروتوكولاتها لمساعدة الأشخاص المتأثرين، وتتواصل الحكومة – كما هو متوقع – مع رئيس الدولة، الملك، ومع مختلف الكتل البرلمانية، وشركائنا الأوروبيين، والمؤسسات الأوروبية، وكذلك مع الناتو”.
وأكد أن إسبانيا “تمتلك الآليات اللازمة للتعامل مع مثل هذه المواقف، بدءًا من موظفينا العموميين الرائعين من مختلف الإدارات، والذين يقومون بعمل رائع في يوم صعب كهذا. ومرة أخرى، أناشد المواطنين التعاون مع جميع السلطات، والتصرف بمسؤولية وتحضر كما فعلنا دائمًا في الأزمات الماضية”.