ثقافة

هيمنة الفرنسية على النقد الفني بالمغرب.. لغة تعبير أم أداة إقصاء؟

هيمنة الفرنسية على النقد الفني بالمغرب.. لغة تعبير أم أداة إقصاء؟

ناقش يوسف وهبون، كاتب باللغة الفرنسية وناقد، إلى جانب شرف الدين ماجدولين، وهو كاتب وناقد باللغة العربية، تأثير اللغة على فهم العمل الفني، وهيمنة اللغة الفرنسية في الخطاب الفني البصري، في ندوة حول “النقد الفني في المغرب بين لسانين”، نظمت اليوم الخميس في المعرض الدولي للنشر والكتاب.

وفصل الكاتبان والناقدان في مسألة التعبير عن الفن باللغتين العربية والفرنسية، من خلال تجربتهما في النقد والكتابة، غير نافيين الاختلاف في الرؤى لكن المعايير تبقى ثابتة.

وفي تصريح للكاتب والناقد يوسف وهبون، لجريدة “مدار21″، يقول إن الاختلاف في النقد بالفرنسية والعربية لا يتعلق باختلاف اللغة، بل يتجلى الاختلاف بشكل عام في رؤية كل ناقد فني، إذ إن النقاد الفنيين يختلفون عن بعضهم البعض، سواء كتبوا باللغة نفسها، أو بلغتين مختلفتين.

ويضيف ضمن مقارنته بين الممارسة في النقد الفني بالعربية والفرنسية، أنه في المغرب تبقى اللغة الفرنسية مسيطرة، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون اهتماما أكبر بالنقد باللغة العربية، لأن الكتابة عن الفن باللغة الفرنسية تقصي الجمهور الناطق بالعربية، لكونه لا يشعر بأنه معني من قبل النقاد.

وأرجع وهبون هذه الهيمنة إلى عوامل تاريخية منها الاستعمار، وبدايات النقد الفني في المغرب الذي كان باللغة الفرنسية من طرف أجانب وشعراء وأدباء كانوا يكتبون بالفرنسية، مما رسخ تقليد الكتابة باللغة الفرنسية.

وأكد وهبون أن هناك هيمنة للغة الفرنسية في النقد الفني المغربي، كنوع من العقدة من الأجنبي، مضيفا: “نفضل الكتابات بلغات أخرى لاعتقاد أنها تمنح قيمة أكبر للعمل، وحتى الفنانين يُفضلون الكتابة عنهم من قبل كتاب أجانب أو مغاربة مفرنسين”، عادّا أن “هذا التهميش ليس له أي تفسير منطقي”.

ودعا إلى الاهتمام بالكتابة النقدية للفن بشكل عاد سواء بالعربية أو الفرنسية، مشيرا إلى أن “ما يُكتب عن الفن ليس كله يعد نقدا فنيا، إذ هناك شعر وخواطر، لأن النقد الفني عبارة عن نصوص تخدم عمل الفنان وتُقيمه لا تُقيم صاحبه”.

ويرى الكاتب ذاته أن الفن المغربي في تطور كبير، بوجود فنانين مهمين، مردفا: “الفن يتطور كما قيمة الفنانين لكن لا يواكبهما تطور التفكير حول الفن أو الكتابة عن الفن”.

شرف الدين مجدولين، يشدد على أنه “لا يُمكن أن نصدر أحكاما عن ما يصدر بالعربية والفرنسية فيما يتعلق بالجودة، لأن المعايير ذاتها”، غير أنه يرى أن المجال ضيق إذ لا يوجد به تنوع كبير كما المجال الأدبي.

ويضيف مجدولين في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “واهم من يعتقد أن النقاد بالفرنسية هم بأعداد كثيرة، فمثلا قد يكون هناك العديد من الصحفيين الذين يُغطون الأحداث الفنية، ولكن لا يوجد العديد من النقاد الفنيين في الكتابة قادمين من مواقع أكاديمية”.

ويوضح أن النقد الفني يُشكل خطابا مرافقا للإبداع وليس خطابا يُنتج لتغطية الإبداع، بل يكاد يصنع هوية ورمزية العمل.

وناقشت ندوة حول “النقد الفني في المغرب بين لسانين” مسألة الكتابة المتعلقة بالمشهد التصويري الذي يضم نماذج إبداعية متنوعة، وتم الوقوف عند ما قد يشكل تباينا في الكتابة عنه باللغتين العربية والفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News