محلل مصري: الجيش الملكي أضاع التأهل بمصر ولاعبوه تنقصهم الخبرة

لم يكن خروج فريق الجيش الملكي من دوري أبطال إفريقيا مجرد إقصاء عادي، بل جاء بعد مواجهة ملحمية ضد بيراميدز المصري، شهدت صراعًا تكتيكيًا وبدنيًا حتى اللحظة الأخيرة.
بعد السقوط في القاهرة بنتيجة ثقيلة (4-1)، عاد الفريق العسكري إلى المغرب عازمًا على قلب الطاولة في مكناس، إذ قدم أداءً قتاليًا انتهى بفوز غير كافٍ (2-0).
ورغم السيطرة الميدانية في الإياب والضغط المتواصل، اصطدمت رغبة الجيش الملكي بجدار دفاعي مصري متماسك، ليجد الفريق نفسه خارج البطولة بفارق هدف واحد في مجموع المباراتين (4-3).
إقصاء مؤلم، لكنه يطرح تساؤلات جوهرية حول أسباب الخروج وما يحتاجه الفريق ليصبح أكثر قدرة على المنافسة القارية مستقبلًا.
ويرى المحلل والناقد الرياضي المصري، محمد الأسيوطي، أن نتيجة مباراة الذهاب كانت العامل الحاسم في تحديد مصير الفريقين، إذ جعلت بيراميدز يدخل لقاء العودة بأفضلية مريحة، فيما وضع “الزعيم” أمام تحدٍّ صعب للغاية، تطلب منه تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل دون تلقي أي هدف.
وتابع محمد الأسيوطي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الجيش الملكي حاول تدارك الأمور، سواء في الدقائق الأخيرة من لقاء الذهاب أو خلال مواجهة الإياب، إذ ضغط بقوة وخلق فرصًا محققة، لكن يقظة دفاع بيراميدز وتألق حارسه ساهما في إجهاض محاولات العودة.
واسترسل الأسيوطي قائلا: “ومع ذلك، فإن الخروج لا يعني بالضرورة أن الجيش وقع في أخطاء قاتلة، بقدر ما تأثر بالسيناريو العام للمباراتين”.
“ريمونتادا” الإياب
وأوضح المحلل والناقد الرياضي المصري أنه رغم صعوبة المهمة، قدّم الجيش الملكي مباراة قوية في مكناس، إذ أظهر لاعبوه روحًا قتالية عالية وأظهروا رغبة كبيرة في تحقيق “الريمونتادا”، وهو ما تجلى في الهدفين المسجلين، خصوصًا هدف جويل بيا الذي أشعل الحماس في الدقائق الأخيرة.
وفيما يخص الفوارق الفنية بين الفريقين، أورد الأسيوطي أن بيراميدز أثبت أنه فريق منظم وقوي تكتيكيًا، بفضل امتلاكه لاعبين على مستوى عالٍ قادرين على إدارة مثل هذه المباريات الصعبة، وهو ما مكّنه من الحفاظ على تقدمه الإجمالي في النتيجة، رغم الضغط الكبير الذي مارسه الجيش الملكي.
هل وقع “الزعيم” في أخطاء قاتلة؟
كما اعتبر أن الإقصاء لا يعني بالضرورة أن الفريق العسكري ارتكب أخطاء فادحة، بل إن الأمر يعود في جزء كبير منه إلى تفاصيل صغيرة، مثل الأهداف المبكرة التي تلقاها في الذهاب، والتي غيّرت مسار المواجهة بالكامل.
وأضاف المتحدث ذاته أن قوة بيراميدز كانت عاملاً مؤثرًا، فهو لم يترك مجالًا للجيش لفرض أسلوبه بشكل كامل في المباراتين.
وبالنسبة لمستقبل الجيش الملكي، شدد الأسيوطي على أنه لا ينقصه الكثير ليكون أكثر تنافسية على المستوى القاري، لكنه بحاجة إلى بعض التحسينات في جوانب تكتيكية معينة، إضافة إلى تعزيز خبرة لاعبيه في الأدوار الإقصائية أمام فرق قوية مثل بيراميدز.
ماذا بعد الإقصاء؟
وفيما يخص تداعيات الخروج، أضاف المحلل والناقد الرياضي المصري “أن الجيش الملكي لا ينبغي أن ينشغل بجلد الذات، بل عليه البناء على هذه التجربة والاستفادة منها للمواسم المقبلة، خصوصًا أن الأداء في الإياب كان مشرفًا، ويعكس أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح” على حد تعبيره.
ولفت إلى أن بيراميدز، من جانبه، بات من المرشحين الأقوياء لحصد اللقب، خاصة إذا واصل تقديم العروض القوية التي ظهر بها أمام الجيش الملكي، وهو ما يثبت أن الفريق المغربي خرج على يد منافس قوي، وليس بسبب ضعف منه.
هل ينافس “الزعيم” على الألقاب مستقبلا؟
كما ذكر الأسيوطي أن الجيش الملكي يملك كل المقومات ليكون من الفرق المنافسة بقوة على الألقاب الإفريقية مستقبلًا، خاصة مع التطور الكبير الذي يشهده الفريق في السنوات الأخيرة.
وواصل: “لكنه بحاجة إلى بعض التعديلات التكتيكية والخبرة في المواجهات الإقصائية، ليصبح أكثر قدرة على تجاوز هذا النوع من التحديات”.
“ورغم مرارة الخروج، فإن المشوار الإفريقي للجيش الملكي هذا الموسم يعكس طموحه المتزايد، ويؤكد أنه سيكون من بين الفرق التي تحسب لها الفرق الإفريقية ألف حساب في المستقبل” على حد تعبيره.