حلم الربط القار.. متى يصبح نفق المغرب – إسبانيا واقعا؟

ما يزال مشروع الربط القار بين المغرب وإسبانيا يبارح مكانه، بعدما أكدت تقارير إسبانية أن الجارة الشمالية طالبت بإجراء دراسات جديدة، في وقت كانت تشير التوقعات أن المشروع سيكون جاهزا قبل مونديال 2030، الذي سينظم في المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وكشفت صحيفة “إل بيريوديكو دي إسبانيا” أن مدريد طلبت إجراء دراسات جديدة للتحقق من جدوى المشروع المرتقب أن يربط إفريقيا بأوروبا.
وأوضحت أن فكرة المشروع “هي بناء نفق للسكك الحديدية بطول 60 كيلومترا، منها 28 كيلومترا ستمتد تحت قاع البحر”، مشيرة إلى أنه هذه الخطة ستجعل النفق المغربي الإسباني “أطول من نفق اليورو، الذي يربط فرنسا بالمملكة المتحدة على امتداد 50 كيلومترا، ومن نفق سيكان الياباني، الذي يربط جزيرة هونشو بهوكايدو”.
وأبرزت أن الربط من المقرر أن ينطلق من الجزيرة الخضراء ويصل إلى طنجة، لنقل الركاب والبضائع. وقد تصل الاستثمارات لإنجازه إلى 15 مليار يورو”.
وشددت الصحيفة الإسبانية على أن الانتهاء من النفق يعتمد على نتائج الدراسات الجديدة التي طلبتها مدريد، زيادة على إرادة الدول المنخرطة في المشروع، والسيولة المالية التي يمكن توفيرها لإنجاز المشروع.
وأشارت “إل بيريوديكو دي إسبانيا” إلى أنه “بالنظر إلى كل هذه العوامل، فإن أكثر التوقعات تفاؤلا تشير إلى أنه مشروع الربط القار قد يكون جاهزا بحلول عام 2040 تقريبا”.
ولفت المصدر ذاته إلى أنه بعدما استأنفت إسبانيا والمغرب المشروع في عام 2023 بعد توقف دام 14 عاما، “قامت آلية التعافي والصمود التابعة للاتحاد الأوروبي بإدراج المشروع ضمن خططه الاستراتيجية، ما يضمن الدعم المالي من بروكسل لهذا المشروع الذي يمكن أن يساعد في تخفيف ضغط الهجرة وتعزيز تدفق التجارة بين القارات”.
وفي يونيو الفارط، كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن إعادة تنشيط دراسات مشروع الربط القاري بين أوروبا وإفريقيا عبر مضيق جبل طارق، الذي تشرف عليه الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق إلى جانب الشركة الإسبانية “SECEGSA”.
وأكد الوزير في جوابه على سؤال كتابي للمستشار عن مجموعة العدالة الاجتماعية الدحماني المصطفى، عودة اجتماعات اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية للربط القار عبر مضيق جبل طارق، وذلك بعد فترة امتدت إلى 14 سنة منذ الدورة 42 المنعقدة بمدينة طنجة بتاريخ 29 أكتوبر 2009، إلى حين انعقاد الدورة 43 لهذه اللجنة، برئاسة مشتركة لنزار بركة، وزير التجهيز والماء وراكيل سانشيز خيمنز، الوزيرة الإسبانية للنقل والتنقل والأجندة الحضرية الإسبانية يوم 10 أبريل 2023.
وأبرز بركة، في ما يتعلق بحصيلة الاستثمار، أن الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق بصدد إعادة تنشيط دراسة مشروع الربط بين أوروبا وإفريقيا عبر مضيق جبل طارق.
وأضاف جواب وزير التجهيز والماء أنه تم الاتفاق خلال الدورة الـ43 على تأكيد القيمة الجيوستراتيجية الكبيرة للمشروع لكلا البلدين وأوروبا وإفريقيا من طرف اللجنة المختلطة، إضافة إلى استعادة الإطار القانوني والتنظيمي لتشغيل الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق والشركة الإسبانية “SECEGSA”، المختصتين بالدراسات اللازمة لمشروع الربط القار عبر مضيق جبل طارق.
وتابع أنه تم الاتفاق أيضا على “إعادة هيكلة الشركتين بالدعم اللازم للجهات المختصة في إطار تسريع وتيرة استكمال دراسات ما قبل الإنجاز المتعلقة بجميع الجوانب”، إضافة إلى “اعتماد تعبئة المعاهد العلمية والتقنية على المستوى الوطني لكل بلد وعلى الصعيد الدولي”.
ولفت نزار بركة إلى أنه سيتم إعداد برنامج العمل للدراسات يساير التطورات التكنولوجية والمعرفية ووضع خطة للترويج للمشروع تعرض المصادقة اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية في دورتها 44.