هل يؤثر قرار ترامب وقف المساعدات الأمريكية على صورة واشنطن لدى المغاربة؟

أفاد استطلاع حديث أنه بين عامي 2022 و2024، ارتفعت نسبة الإقرار بفعالية المساعدات الأمريكية في مجالات التعليم، حقوق المرأة، والمجتمع المدني بأكثر من 10 نقاط في المغرب.
وبحسب استطلاع “الباروميتر العربي”، فإن 68% من المشاركين في الاستطلاع بالمغرب الذين اعتبروا أن المساعدات الأمريكية تدعم المبادرات التعليمية، أبدوا رغبتهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مقارنة بـ44% ممن اعتبروا أن المساعدات لها تأثير محدود في هذا المجال.
ويهدّد قرار الرئيس دونالد ترامب بتجميد عمليات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تدير معظم المساعدات الخارجية الأمريكية، بتداعيات قد يكون صداها محسوساً في شتى أنحاء العالم.
وإذا استمرّ تنفيذ القرار، فقد يترتّب عليه تأثيرات سلبية على الكثير من البرامج في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من ضمنها مشاريع تركّز على تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتطوير البنية التحتية والزراعة وتقوية المجتمع المدني.
وكذلك، يشير الاستطلاع إلى أن 29 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع بالمغرب يرون أن الهدف الأساسي من المساعدات الأمريكية هو تعزيز النفوذ الأمريكي، وهو ما يُعتبر استثناءً مقارنة ببقية الدول العربية.
ويسجل التقرير التفصيلي للاستطلاع أنه على الرغم من الانطباع العام السلبي تجاه الولايات المتحدة في المنطقة، ساهمت المساعدات الأمريكية في تحسين صورة الولايات المتحدة في المغرب.
وتظهر نتائج الاستطلاع أن هناك تباينًا في التوجهات تجاه المساعدات الأمريكية بين مختلف الدول العربية، إذ تشهد بعض الدول زيادة في التأييد والتفاعل الإيجابي، في حين أن البعض الآخر أظهر تراجعًا في الدعم بسبب التطورات السياسية والإقليمية.
ففي تونس، ذكر الاستطلاع أنه بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، تراجعت نسبة التأييد للولايات المتحدة بنحو 30 نقطة في الأيام العشرين الأولى. وانخفضت بشكل كبير بعد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم دعم حديدي لإسرائيل.
وسجلت موريتانيا زيادة في الإيمان بفعالية المساعدات الأمريكية في تعزيز التعليم، حيث ارتفعت نسبة التأييد لهذه المساعدات بنحو 5 نقاط بين عامي 2022 و2024. إذ أبدى 9% من المشاركين رغبتهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة بناءً على فعالية المساعدات.
أما في الأردن، فارتفعت نسبة الإيمان بفعالية المساعدات الأمريكية في تعزيز التعليم بالبلاد بنحو 4 نقاط بين عامي 2022 و2024، وتم تسجيل تزايد في رغبة المشاركين في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة بالنسبة لأولئك الذين اعتبروا المساعدات فعّالة في التعليم.
وبالنسبة للبنان والعراق، فكانت النظرة العامة تجاه المساعدات الأمريكية أكثر إيجابية، إذ كان المشاركون الذين يعتقدون بفعالية هذه المساعدات أكثر ميلًا لدعم علاقات اقتصادية أوثق مع الولايات المتحدة.
وفي الدولتين المذكورتين، يشير الاستطلاع إلى أنه زاد التأييد للمساعدات الأمريكية في المجالات المتعلقة بالحقوق المدنية والتعليم، لكنهم أيضًا عبروا عن شكوكهم حول الدوافع الحقيقية لهذه المساعدات، حيث رأى أكثر من نصف المستطلعين في هذين البلدين أن الهدف الأساسي للمساعدات هو تعزيز النفوذ الأمريكي وليس دعم التنمية.