سياسة

خبير أزمات لمدار21: التصعيد الجزائري قد يفتح مناوشات حدودية مع المغرب

خبير أزمات لمدار21: التصعيد الجزائري قد يفتح مناوشات حدودية مع المغرب

توقع الباحث بمجموعة الأزمات الدولية ومدير مشاريع البحث بشمال إفريقيا، ريكاردو فابياني، أن يسفر تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر بعد تحميل هذه الأخيرة أمس الأربعاء المملكة مسؤولية مقتل ثلاثة من جنودها عن “مناوشات حدودية” قد توظف فيها الجارة الشرقية للمملكة حركة البوليساريو.

وقال فابياني، في تصريح لمدار21، إن “خطر المواجهة المباشرة بين الجزائر والمغرب صار أكبر مقارنة مع الماضي”، مرجحا أن يُترجم هذا التصعيد برد غير مباشر من الجزائر  ” إما عبر البوليساريو ، مثلا عبر زيادة دعمها العسكري لها أو من خلال مناوشات حدودية”.

وفسر الباحث بالأزمات  التصعيد المتواصل ب”نهاية التوازن الهش بموازين القوى بين البلدين”، وهو توازن كان قائما على عدد من التفاهمات” تتمثل في “سيطرة المغرب بحكم الواقع على الصحراء”، مقابل “تحد الجزائر لذلك بالاعتماد على القانون الدولي”.

ريكاردو فابياني

فطيلة عقود  “كان المغرب والجزائر متساويان على المستوى العسكري ولم تكن القوى الخارجية تتدخل في هذا النزاع المجمد. وهذه العوامل ظلت تحافظ على التوازن بين البلدين”.

“لكن في الأشهر الأخيرة”، يواصل خبير الأزمات، “تغيّر هذا التوازن. فاعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء وعودة الأعمال العدائية بين الرباط والبوليساريو والتطبيع والتعاون العسكري المغربي مع إسرائيل والوضع الجزائري المتردي داخليا عوامل جعلت السلطات الجزائرية تشعر بالتهديد من هذه التطورات وتقدم على اتخاذ موقف هجومي أكثر من جارها الغربي”.

وحول سبل نزع فتيل هذا التصعيد  المفتوح على احتمالات المواجهة العسكرية، اعتبر فابياني أن هناك حاجة إلى وساطة خارجية بعد “موت” وضع الجمود القديم بالمنطقة.

وزاد ، في السياق نفسه،”يحتاج المغرب والجزائر إلى ضمانات أمنية  بأن الوضع الجديد لن يهددهما، كما يحتاجان من الأمم المتحدة إلى دعم استئناف المفاوضات حول النزاع لنزع فتيل التوتر”، مقترحا أيضا “إرساء  منتدى يشكل فضاءً يمكن للبلدين فيه أن يعودا عبره للحوار وإيجاد توازن جديد”.

وفي خطوة تهدد بجر المنطقة المغاربية نحو المجهول، أعلنت الرئاسة الجزائرية مقتل ثلاثة جزائريين، مدعية أن المغرب يقف وراء هذا الأمر.

بالمقابل، أكدت الرباط أنها لن تنجر إلى حرب مع جارتها الجزائر، عبر مصدر رفيع المستوى وصف اتهامات الجزائر بأنها “اتهامات مجانية”.

وأوقفت الجزائر عقد الغاز مع المغرب واضعة نهاية فعلية للعمل بالأنبوب الذي ينقل الغاز إلى أوربا عبر المملكة مبررة ذلك ب”الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية”، في وقت أعلنت فيه الرباط اتخاذ خطوات استباقية تحسبا لهذه الخطوة وتحضير بدائل لتدارك الخصاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News