جماعة البيضاء ترسب في امتحان الأمطار والبكوري يحملها مسؤولية “الفيضانات”

تواجه مدينة الدار البيضاء أزمة متجددة في كل موسم ماطر، وبفعل التساقطات الأخيرة عادت الفيضانات لتكشف عن سوء تدبير البنية التحتية للمدينة، بعدما غمرت المياه الشوارع وعرقلت حركة السير والجولان، مثيرة العديد من التساؤلات حول دور مجلس المدينة في صيانة البنية التحتية.
وفي هذا الصدد، أكد لحسن البكوري، عضو مجلس مقاطعة الحي الحسني، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه بالرغم من وجود شركات التدبير المفوض، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق جماعة الدار البيضاء ومكتبها المسير.
وأضاف أن “مجلس المدينة، كما يلاحظ اليوم، لم يتخذ التدابير اللازمة لاحتواء الفيضانات وتحسين البنية التحتية المتعلقة بتصريف المياه”.
ووفقا للمتحدث ذاته، جاءت هذه التساقطات المطرية الأخيرة على شكل اختبار واقعي للكشف عن رداءة البنية التحتية للمدينة، محملا المسؤولية لجماعة الدار البيضاء.
وفي نفس السياق، أشار إلى أن العاصمة الاقتصادية “تعوم في البرك المائية، والتي تفاقم بشكل كبير مشكلة تعطيل حركة السير والجولان على مستوى المدينة. وهي قضية شائكة أخرى ما فتئ البيضاويون يشتكون منها”.
كما لفت البكوري، في تصريحه للجريدة، إلى معاناة ساكنة “دور الصفيح”، معتبرا أن السكن العشوائي، الذي ما زال يحاصر المدينة، متضرر بالدرجة الأولى من هذه الاختلالات”، داعيا مجلس المدينة إلى الاهتمام بهذه الفئة من الساكنة.
وخلص إلى أن سوء تدبير البنية التحتية لجماعة الدار البيضاء يكشف عن عجز واضح في معالجة العديد من القضايا الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين؛ مضيفا “إلى حد الآن يظل الوضع على ما هو عليه رغم الوعود والبرامج المعلنة”.
وأردف عضو مجلس مقاطعة الحي الحسني أن “هذا الواقع يعكس غيابًا في التخطيط المستدام والإدارة الفعّالة” مطاليا بهذا الصدد بوضع استراتيجيات جديدة تركز على تحسين البنية التحتية بشكل دائم، مع ضمان الشفافية في تنفيذ المشاريع ومراقبة أدائها، لأن الدار البيضاء تستحق أن تكون مدينة متطورة تتمتع بأحدث البنيات التحتية، التي تواكب حاجات سكانها وتستجيب لتحديات العصر”.
وكانت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات على المستوى المركزي، أعلنت بداية الأسبوع الجاري أنها خصصت، بالتنسيق مع المديريات الإقليمية للشركة، 180 من التجهيزات المتخصصة، بما في ذلك 36 جهازا للتنقية المائية، و15 مضحة لشفط المياه، و16 جهازا صغيرا للتنظيف، و60 مضخة ومضخة متحركة، و15 مضخة غاطسة، و25 منصة، و12 شاحنة رافعة، وذلك من أجل ضمان تدبير مياه الأمطار والحد من تأثيراتها على الساكنة.
وأوضحت الشركة في بلاغ أنها وضعت الفرق التقنية على المستوى المركزي، بالتنسيق مع المديريات الإقليمية التابعة للشركة، في حالة تأهب، من أجل استباق والتدبير الفعال للأمطار، بمجرد الإعلان عن النشرات الإنذارية الجوية الأولى من قبل المديرية العامة للأرصاد الجوية.
وأبرز المصدر ذاته أن هذه الأمطار الغزيرة التي تراوحت بين المتوسطة والقوية، تسببت في حمولة زائدة مؤقتة على شبكة الصرف الصحي، مما أدى إلى حدوث فيضانات وركود للمياه في بعض الأماكن.
وأعلنت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات أن فرقها تعمل على ضمان التدخل السريع واستمرارية الخدمة، من خلال التعبئة على مدار الـ24 ساعة في أقاليم النواصر ومديونة وبنسليمان وبرشيد وسطات والجديدة وسيدي بنور.