أغلبها من السردين.. سوق الجملة بالبيضاء يستقبل 720 طنا من الأسماك

كشفت أرقام توصلت بها جريدة “مدار21″، أن سوق الجملة للأسماك بالهراويين في الدار البيضاء استقبل في اليوم الأول من رمضان، الأحد 2 مارس 2025، أكثر من 720 طنا من الأسماك، مقابل 522 طن في نفس اليوم من السنة الماضية، وهو ما شكل إرتفاعا بنسبة 40 في المائة من حيث حجم المبيعات.
وأوضح الوداع محمد، مندوب الصيد البحري بجهة الدار البيضاء سطات، أن العرض يسيطر عليه سمك السردين ب 364 طن، وهو رقم يفوق بكثير الحجم المحقق خلال ذات اليوم من رمضان الماضي، عندما إستقر الحجم في 87 طن فقط، ما يؤكد ارتفاع حجم أسماك السردين التي استقبلها السوق بنسبة 318 في المائة، وهو ما انعكس إيجابا على الاثمنة المتداولة داخل سوق السمك بالجملة خلال هذا اليوم.
وفسر المصدر ذاته الانخفاض المسجل على مستوى الأثمان بكون السنة الحالية تعرف وفرة للمنتوج وخصوصا سمك السردين نتيجة للأثر الإيجابي لفترة الراحة البيولوجية التي أقرتها كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري سلفا.
ويسال إلى أن مصدر المنتوجات السمكية الوافدة على سوق الهراويين للجملة، مجملها قادم من الأقاليم الجنوبية خاصة من موانئ أكادير، سيدي إفني، وطرفاية.
واتخذت إدارة سوق الجملة مجموعة من التدابير من أجل ضمان انسيابية تدفق الأسماك، وفق إجراءات تنظيمية ترتبط بإعتماد توقيت مرن على مستوى السوق، خصوصا العمل في أوقات مبكرة، وكذا التنسيق مع مصالح المكتب الوطني للصيد على مستوى الموانئ للتعاطي الإستباقي مع المعروضات، ناهيك عن استنفار المصالح الداخلية طيلة أيام الأسبوع بما فيها يوم العطلة، لضمان تموين أسواق الإستهلاك بالمنتوجات البحرية.
وتبدل كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، مجهودات كبيرة بتنسيق مع المهنيين، لتوفير الأسماك في الأسواق المغربية، وخاصة بالعاصمة الإقتصادية، إذ أن إنجاح تموين السوق يبقى رهين مقاربة تشاركية، وحكامة جيدة ترمي إلى تلبية الطلب ورفع الإنتاج والعرض، للمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن البسيط خلال شهر الصيام، والتأكيد على إمكانية استهلاكه الأسماك بأثمنة تتناسب مع وضعيته الاقتصادية.
وتأتي هذه الجهود رغم الظروف الصعبة بسبب تراجع مجموعة من المفرغات على مستوى الموانئ نتيجة لفترة الراحة البيولوجية، وكذا الظروف المناخية الصعبة التي طبعت سواحل المملكة مع بداية الشهر الفضيل تزامنا مع إنتهاء فترة الراحة البيولوجية لأسماك السطحية الصغيرة.
في أول أيام رمضان، قامت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، بجولة تفقدية إلى سوق الجملة للأسماك بالهراويين الدار البيضاء، للوقوف على وفرة المنتوج بشكل كافي لتغطية طلب المغاربة، مبرزة أن أسعار السمك تبقى خاضعة لقاعدة العرض والطلب.
وأكدت الدريوش، في تصريح صحفي، اليوم الأحد، أن الهدف من زيارة سوق الجملة بالهراويين، بأول أيام رمضان، هو التأكد من توفر المنتجات، خاصة أنه يكون هناك إقبالًا كبيرًا على مادة السمك، خصوصًا السردين، خلال هذا الشهر.
وعبرت الدريوش عن شكرها للمهنيين على الصعيد الوطني على جهودهم وتعاونهم لضمان تسويق الأسماك المصطادة في الأسواق الوطنية، مشيرة إلى أن الأسماك متوفرة بشكل جيد وبكميات كبيرة، سواء السطحية منها، عبر الشاحنات القادمة من طرفاية وأكادير وآسفي والجديدة، أو الأسماك البيضاء، المتوفرة بكثرة هي الأخرى.
واعتبرت أن هذا هو هدف الحكومة التي تسهى إلى أن تكون هناك وفرة في المواد الغذائية خلال شهر رمضان، مذكرة أنه خلال شهور يناير وفبراير ومارس لا يكون فيها السردين متوفرًا بكثرة بسبب فترة الراحة البيولوجية، لكنه يبدأ في الظهور اعتبارا من شهري أبريل وماي.
وبخصوص الأثمان، أكدت الوزيرة أن “السوق حر، ودور وزارة الصيد البحري هو الحفاظ على الثروة السمكية لضمان استمرار الوفرة، واليوم رغم أن شهور يناير وفبراير يكون فيها السردين قليلًا، إلا أن الإجراءات التي تم اتخاذها منذ انطلاق استراتيجية “أليوتيس”، التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2009، بدأت تؤتي ثمارها”.
وشددت الدريوش على أن النتائج ظاهرة بالملموس اليوم، مفيدة أنه “لو لم تكن هناك مراقبة في البحر، ولو لم يتم احترام المناطق المحرمة للصيد، ولو لم تكن هناك فترات راحة بيولوجية، لما وصلنا إلى هذا المستوى من الوفرة”.
وأشارت الدريوش إلى أن أسعار السمك تحددها قوانين العرض والطلب. وخلال هذا الشهر المبارك، نعمل على رفع مستوى العرض لضمان استقرار الأسعار.