اقتصاد

الامتناع عن النحر يهوي بأسعار الأغنام بـ50% والمربون ينتظرون دعما

الامتناع عن النحر يهوي بأسعار الأغنام بـ50% والمربون ينتظرون دعما

إذا كانت الدعوة الملكية الأخيرة للإحجام عن شعيرة النحر خلال عيد الأضحى المقبل قد أزالت همّا ثقيلاً عن كاهل معظم المغاربة، المتضررة قدرتهم الشرائية بفعل الغلاء، وأنزلت نقاهة حيوية لفائدة القطيع الوطني السائر نحو “الانقراض”، فالخبر نزل كصاعقة على “الكسّابة” وصغار المربين الذين راهنوا على العيد لتجاوز مخلفات الجفاف.

وأفادت مصادر مطلعة لـ”مدار21″ أنّه بمجرد إعلان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إهابة أمير المؤمنين بالمواطنين للإحجام عن شعيرة النحر خلال عيد الأضحى المقبل حتى هوت أسعار الأغنام بنسب متفاوتة وصلت إلى 50 في المئة بالأسواق؛ “الخروف الذي كان سعره 4000 درهم بات سعره حوالي 2000 درهم” يؤكد المصدر.

ويرى خبراء أن الأمر قد ينعكس كذلك على أسعار اللحوم الحمراء في المستقبل القريب، ذلك أن انخفاض الطلب مقابل العرض يؤدي بالضرورة إلى تراجع الأسعار.

هذه الإيجابيات التي لا شك في أن المغاربة بحاجة ماسة إليها في ظل استمرار لهيب الأسعار، هي بالنسبة لفئة منهم قد تجهز على ما تبقى من القطاع الإنتاجي، ويتعلق الأمر بمربي الماشية والفلاحين الصغار، الذين أتى الجفاف المتواصل على جزء كبير من دخلهم.

وقال مربون لـ”مدار21″ إنهم تكبدوا عناءً وخسائر كبيرة في عملية التربية خِصيصا لعيد الأضحى، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والجفاف المستمر، الذي يحرمهم من المراعي الطبيعية، وأن امتناع المغاربة عن أداء الشعيرة سيجهز على نشاطهم.

وأضافوا أن معظم المربين غارقون في الديون إزاء تجار الأعلاف والبنوك، وأن تجارة العيد تمثل بالنسبة لهم فرصة وحيدة لدفع مستحقات الجهات الدائنة، وأنّ بعض الجهات استغلت هذا الظرف للضغط عليهم وشراء مواشيهم بأثمنة بخسة مستغلا هشاشتهم وحاجتهم.

وتواصلت “مدار21” مع محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، الذي أكد أن المربين ينتظرون بالفعل تدابير حكومية لدعمهم، نافياً أن يكون على علم بتفاصيل أخرى حول التدابير المزمعة في هذا الصدد.

من جانبه، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، عبد الرحمان المجدوبي، أن قرار عدم إقامة شعيرة الأضحية خلال هذه السنة يهدف، كما جاء في الرسالة الملكية السامية، هو تخفيف الضرر ورفع الحرج على فئات كبيرة من المواطنين خصوصا ذوي الدخل المحدود.

وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة “مدار 21”: “من جهة أخرى، هناك مربو الماشية (الأغنام و الماعز) الذين اشتغلوا لمدة 7 أو 8 أشهر من أجل إعداد الماشية لشعيرة عيد الأضحى و بذلوا مجهـودات مادية كبيرة في ظـل الجفــاف و غلاء أسعار الأعلاف، و هناك من لجأ إلى الاستدانة من أجل تغطية مصاريف إعداد الأضاحي”.

وتابع المجدوبي: “هؤلاء الكسابة يتعين في الوقت الراهن مواكبتهم من طرف الوزارة الوصية على القطاع و دعمهم من أجل التخفيف أو تفادي الآثار السلبية المرتقبة، وكذلك من أجل الحفاظ على القطيع المنتج وتعزيزه وضمان استمراريته للسنوات المقبلة، حتى يستعيد توازنه وتحقيق وفرة الإنتاج والاكتفاء الذاتي في السنة المقبلة”.

وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، تلا مساء أمس الأربعاء، رسالة من الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، أهاب فيها بالمغاربة عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى هذه السنة نظرا للتحديات القائمة.

وكانت معطيات كشف عنها أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أفادت بتراجع أعداد القطيع الوطني بـ38 في المئة مقارنة بسنة 2016، التي تم خلالها إجراء الإحصاء الوطني للفلاحة.

ولفت البواري إلى وجود نقص حاد في أعداد المواشي أثر على إنتاج اللحوم، مفيدا أنه في السنوات العادية كان يتم ذبح 230 ألف رأس، في حين يتم الآن نحر ما بين 130 و150 ألف رأس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News